#تعليم

البرماوي: الإعلام الرقمي في مصر يعاني من “عطش ربحي”.. والنموذج الاقتصادي العقبة الأكبر

كتب – محمد منصور :

تصوير: سندس ياسر- محمود حنفي- مارفن عادل

قال الكاتب الصحفي وخبير الإعلام الرقمي د. خالد البرماوي، إن هناك اختلافًا جوهريًا بين سوق الإعلام المصري والأسواق العالمية، وخاصة في طبيعة الجمهور وتركيبته العمرية، مؤكدًا أن متوسط أعمار المواطنين في مصر يبلغ نحو 39 عامًا، مقارنة بـ47 عامًا في اليابان و49 في ألمانيا، ما يفرض خصائص مميزة لصناعة الإعلام الرقمي المحلي.

وأوضح أن الإعلام المصري – وتحديدًا الرقمي – يواجه تحديات عديدة، أهمها غياب نموذج ربحي واضح ومستدام، مشيرًا إلى أن الإعلام التقليدي اعتمد تاريخيًا على مصدرين رئيسيين للدخل: الإعلانات، واشتراكات الجمهور. لكن في الوقت الراهن، أصبح كلا المصدرين في تراجع.

وأضاف أن الإعلام الرقمي أصيب بالعطش، لأن الإعلانات لم تعد كافية، وأيضًا ثقافة الاشتراك مقابل المحتوى ليست منتشرة في مصر، رغم أن الناس تدفع في أشياء غير ضرورية مثل نغمات الموبايل.

أشار “البرماوي” إلى أن نصيب المؤسسات الصحفية والإعلامية من سوق الإعلانات في مصر محدود للغاية، موضحًا أن التقارير الدولية تُظهر أن ما يقرب من 85% من الإعلانات تذهب إلى المنصات الكبرى مثل فيسبوك ويوتيوب، بينما تتقاسم بقية المؤسسات الصحفية النسبة المتبقية.

وحذر من استمرار الاعتماد على نموذج واحد للإعلام، قائلًا: “غياب التنوع في النماذج الربحية هو الخطر الأكبر، يليه غياب التدريب والحوكمة والتنظيم، ثم الفوضى في إنتاج المحتوى”.

وأكد أن هناك فجوة ضخمة بين حجم الإنتاج الرقمي وبين جودة ومهنية المحتوى، مشيرًا إلى أن الكثير من المواهب لا تجد منصات احترافية تُقدّر ما تقدمه.

وقال أن لدينا محتوى عشوائي، ومحتوى سيئ يلقى رواجًا، بينما المحتوى عالي الجودة لا يجد فرصة للانتشار، ليس لأن الجمهور لا يريد، بل لأن النظام الإعلامي نفسه غير منظم.

أكد  على ضرورة تطوير منظومة الإعلام الرقمي في مصر بشكل متكامل يشمل: نموذج ربحي عادل، تنظيم تشريعي، حوكمة فعالة، وتمكين حقيقي للمحتوى المهني.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *