ماذا حدث للمصريين .. 2,5 مليون امرأة تعرضن للعنف الأسري ..ونصف الرجال المتزوجين تعرضوا للضرب !!

كتبت: هنا محمد- الفرقة الأولى
يعتبر العنف الأسري والعائلي، واحد من الظواهر السلبية التي تؤثر على المجتمع ويرتبط الكثير منه في مجتمعاتنا بالتنشئة الاجتماعية التي تعتبر استخدام العنف من قبل صاحب السلطة العائلية او الولاية الجبرية أو العمرية سلوكا تربويا
والعنف الأسري له مجالات عديدة منها عنف الزوج ضد زوجته، وعُنف الزوجه ضد زوجها، وعنف أحد الوالدين أو كلاهما اتجاه الأولاد، أو عنف الأولاد اتجاه والديهم، حيث يشمل هذا الأذى الاعتداء الجسدي، أو النفسي، أو الجنسي، أو التهديد، أوالإهمال، أو سلب الحقوق من أصحابها.
وأكدت أحدث دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات، أن ظاهرة العنف الأسري تعد من أهم التحديات التي تواجه الأسرة المصرية وتهدد استقراراها؛ وخلصت الدراسة إلى إصابة نحو مليونين و400 ألف امرأة بنوع واحد على الأقل من الإصابات نتيجة للعنف المنزلي، بتكلفة اقتصادية تتكبدها النساء الناجيات من العنف وأسرهن تقدر بنحو مليارين و17 مليون جنيه مصري. وتفقد الدولة نحو نصف مليون يوم عمل للنساء المتزوجات الناجيات من العنف و200 ألف يوم عمل للزوج سنويًا بسبب العنف الأسري.
أما الطريف فهو الدراسة التي أصدرها مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، زعمت بأن أكثر من نصف الرجال المتزوجين فى مصر معرضون للضرب من زوجاتهم، ووصلت نسبة عنف الزوجات ضد أزواجهن إلى 6ر50 بالمئة من إجمالى عدد المتزوجين، وأن العنف يزيد بين الزوجات الأميات بنسبة 87 بالمئة بالمقارنة بالمتعلمات، وأن 63ر5 بالمئة منهن يستخدمن آلات حادة، والغريب أن ثلث النساء لا يشعرن بالندم لتصرفاتهن تجاه أزواجهن.
وهناك العديد من الدوافع التى تؤدي للعنف الأسري والتي تتأثربالظروف النفسية والتربوية للشخص والعادات والتقاليد التي يرثها الأبناء عن الآباء والأجداد، أهمها تلك الدوافع التى تنبع من ذات الانسان ونفسه والتى تقود نحو العنف الأسري وهي العوامل التى تنشأ بسبب عوامل خارجية تتعلق بتجارب الانسان في طفولته مثل الإهمال وسوء المعاملة .
فعندما يتعرض الطفل للإهمال وسوء المعاملة ،تترك في نفسه مشاعر الغضب و الضعف ، مما يجعله أكثر عرضه للعدوانية في المستقبل هذه العوامل تدفعه لممارسة العنف في تعاملاته العائلية، وأيضاً مشاهدة الإنسان في سن الطفولة للعنف العائلي، واعتقاده مع مرور الوقت أن العنف وسيلة لضبط الأمور العائلية٠
وهناك إلى جانب ذلك عوامل تنشأ نتيجة تكوين عوامل وراثية، أو نتيجة افعال غير شرعية صدرت عن الآباء و أثرت في سلوك الطفل .
وبجانب ذلك هناك دوافع اقتصادية للعنف الأسري حيث تؤثر الأزمات المالية والفقر على استقرار الأسرة، كما تؤدي المشكلات الاقتصادية إلى نشوب خلافات حادة بين أفرادها ومن أبرز هذه المشكلات عجز الأسرة عن تلبية احتياجاتها الأساسية بسبب تدني مستوى الدخل وفقدان الوظيفة، وتراكم الديون، أو التعرض لخسائر مالية غير متوقعة.
ويشير الخبراء إلى وجود أنواع كثيرة من العنف الأسري مثل العنف الجسدي الذي يشمل الضرب، والركل، أو الخنق وأيضا العنف النفسي الذي يشمل الإهانة، والتهديد، والتخويف وهناك العنف الاقتصادي مثل الحرمان من الموارد المالية أو السيطرة عليها وأيضا العنف الجنسي و يتمثل في الإكراه على العلاقة الجنسية.
ويؤثر العنف الأسري على كافة أطراف الأسرة حيث يؤدي إلى التفكك الأسري، والطلاق، وتزايد السلوك العدواني لدى الأطفال، وزيادة وقوع الأفراد في الجريمة، وهذا يسبب اضطراب في استقرار المجتمع٠
وللوقاية من العنف الأسري يجب ضبط السلوك والالتزام بتعاليم الدين في العلاقات الأسرية وكذلك اتباع الحوار الواعي والمساواة في التعامل مع الأبناء وأيضا تلبية الاحتياجات النفسية والاجتماعية للأطفال ومن الأمور المهمة للوقاية من العنف الأسري الحد من مشاهدة العنف في الإعلام.