150 مليون من أطفال الشوارع حول العالم ومصر تضع خطط لمواجهة الظاهرة

كتب : ماركو ميلاد- الفرقة الأولى
في معظم مدن العالم تعيش فئة من الأطفال الذين فقدوا براءة الطفولة “أطفال الشوارع”، هؤلاء الأطفال تحولت حياتهم إلى صراع يومي من أجل البقاء ظاهرة أطفال الشوارع ظاهرة مؤلمة تنتشر في الكثير من المدن حول العالم
وتعد ظاهرة أطفال الشوارعِ ظاهرة منتشرة بوضوح في كافة المجتمعات في كل أنحاء العالم؛ إذ أكدت الأُمم المتحدة أن ما يزيد عن 150 مليون طفل في مختلف أنحاء العالم في وقتنا الحاضر، يصنفون ضمن أطفال الشوارع؛ إذ يجبر الكثير منهم على كسب لقمة عيشهم بطرق مهينة، مثل: الاستِجداء، والبحثِ في القمامة، وبيع البضاعة البسيطة كباعة متجولين في الأحياء والمدن الفقيرة. فمن هم أطفال الشوارع، وما الأسباب التي دفعتهم لأن يكونوا كذلك، وما نتائج هذه الظاهرة؟
من جانبها قامت الحكومة المصرية و خاصة وزارة التضامن الاجتماعي بحصر أعداد أطفال الشوارع حيث وصل الرقم إلى 16 ألف طفل و منهم من فقد أسرته و تشرد و منهم من هرب من منزله و لا يستطيع العودة مرة أخرى .
وتتعدد أسباب هذه الظاهرة فبعضها يعود إلى الفقر والأمية، والتسرب من التعليم، وانتشار العنف الأسري، وظاهرة الطلاق المتنامية وهي مشكلة مجتمعية، للأسرة دور كبير في خلقها، ويسهم في تفاقمها انتشار الجهل والفقر والمرض.
كما يساهم ارتفاع نسبة الأمية في مصر في انتشارها فقد تصل إلى 60 في المائة، الأمر الذي ترتب عليه الزيادة السكانية بشكل مخيف، نتيجة الفهم الخاطئ لبعض الأمور الدينية، ومن منطلق اجتماعي كارثي وهو عدم قدسية الحياة الأسرية لدى البعض، الأمر الذي أدى بالتبعية لظهور وتفاقم أزمة أطفال الشوارع، من هنا تبرز أهمية القضاء على الأمية كأولوية.
حياة أطفال الشوارع مليئة بالمخاطر والصعوبات فهم يعيشون في ظروف غير إنسانية حيث أنهم يعانون من سوء التغذية والأمراض بسبب عدم توفر الرعاية الصحية ويتعرضون للاعتداءات الجسدية والجنسية من قبل الكبار أو عصابات الشوارع ويتم استغلالهم في أعمال او التسول أو السرقة وبعضهم يلجأ إلى تعاطي المخدرات كوسيلة للهروب من الواقع القاسي.
ظاهرة أطفال الشوارع ليست مجرد قضية إنسانية ، بل لها مضاعفات اجتماعية خطيرة حيث أن الأطفال الذين يكبرون في الشوارع غالباً ما يتحولون إلى مجرمين بسبب غياب التوجيه والدعم وغياب التعليم والرعاية الصحية يجعلهم عالقين في دائرة الفقر
و يطالب خبراء الاجتماع وعلم النفس بإيجاد حلول لتقليل أعداد أطفال الشوارع أو التخلص منهم ، من ناحية أخرى يجب على الحكومات والمنظمات توفير مراكز مأوى ودور للأيتام لضمان مأوى وتعليم ومأكل ومشرب لهم ، يجب تحسين الظروف الاقتصادية للأسر الفقيرة للتقليل من عدد الأطفال الذين يضطرون إلى اللجوء للشارع ويجب انشاء حملات توعية للمجتمع بأهمية دعم هؤلاء الأطفال وتوفير فرص تعليمية مجانية وإلزامية لهم وإعادة دمجهم في المجتمع
وينقسم أطفال الشوارع إلى ثلاث فئات هي :
قاطنون بالشارع: وهم الأطفال الذين يعيشون في الشارع (بصفة عامة بما يضمه من مبان مهجورة، حدائق عامة وأماكن أخرى) وهم أطفال يعيشون في الشارع بصورة دائمة أو شبه دائمة بلا أسر وعلاقاتهم بأسرهم الأصلية إما منقطعة أو ضعيفة جدا .
عاملون بالشارع: وهم أطفال يقضون ساعات طويلة يوميا في الشارع في أعمال مختلفة غالبا تندرج تحت البيع المتجول والتسول. وأغلبهم يعودون لقضاء الليل مع أسرهم و في بعض الأحيان يقضون ليلهم في الشارع .
أسر الشوارع: أطفال يعيشون مع أسرهم الأصلية بالشارع وتبعًا لهذا التعريف قدرت الأمم المتحدة عدد أطفال الشوارع في العالم ب 150 مليون طفل
أطفال الشوارع ضحايا ظروف قاسية ، ويجب على المجتمع أن يتحمل مسؤوليته لإنقاذهم من مخاطر الشارع فالحلول موجودة ولكنها تتطلب إرادة قوية لتنفيذها فكل طفل يستحق فرصة لحياة كريمة، وعلينا ألا نتركهم يواجهون مصيرهم بمفرد .