#تحقيقات وحوارات

” هولمز” ..القاتل الذي حير المحققين ولا زالت جرائمه غامضة بعد قرن من ارتكابها

كتبت: ملك شوقي

” ولدت والشيطان بداخلي.. وقد كنت مولعًا بالقتل منذ صغري، كان الأمر مثل شغف لا يقاوم ”  ، كانت هذه الكلمات  جزء من اعترافات واحد من أخطر المجرمين وهو “إتش إتش هولمز” في اعترافاته .

وُلد هيرمان ويبستر ماديت في 16 مايو 1861  في مقاطعة “هامبشاير” البريطانية ، لكن  ظهرت عليه علامات اضطراب في سن مبكر حيث كان يتعرض للتنمر من قبل أصدقائه بالمدرسة وفي يوم ما قرر أصدقاء هيرمان بوضعه في غرفة طبيب المدرسة برفقة هيكل عظمي حقيقي ظناً منهم انهم يخيفونه ، لكن ما حدث كان مريباً .. أحب هيرمان الهيكل كثيرا وبدأ من بعدها بتعذيب الحيوانات وفصل هيكلها عن لحمها وكان يستخدم وكان هيرمان لديه هدف كبير بدخول كلية الطب وبالفعل قام بتحقيق هدفه ، ولكن كان يستغل معرفته الطبية لأغراض شريرة حيث كان يسرق جثثًا ويقوم بتشريحها لإرضاء غرائزه وكان يشترى تأمينًا على حياة أشخاص ثم يقوم بقتلهم لتحصيل الأموال .

وفي عام 1886 انتقل هيرمان الى شيكاغو وغير اسمه إلى إتش إتش هولمـز  (والذي كان اسم مستوحى من المحقق الشهير شرلوك هولمز ) ، وبدأ حياة جديدة كصيدلي وكانت معاملته لصاحب الصيدلية معاملة حسنة .. وفجأة اختفى صاحب الصيدلية اختفاء تام ،وقام هولمز بشراء الصيدلية من زوجة هذا الرجل ولكن بعد فترة اخرى اختفت تلك السيدة !

وبدأ هولمز بالعمل بمفرده في تلك الصيدلية كصيدلي بارع في عمله ولكن حقيقة الأمر أنه كان محتال ويبحث عن ضحاياه .

وفي يوم ما اشترى هولمز قطعة أرض في في شيكاغو قريبة من مقر الصيدلية وأقام عليها مبنىً ضخمًا عرف لاحقا باسم “فندق هولمز”

ولم يكن هذا المبنى فندقًا عاديًا ، بل كان  مصيدة موت صممها هولمز بنفسه  وكان يضم غرفٌ معزولة صوتيًا لمنع سماع صرخات الضحايا و مصاعد وممرات سرية  تسمح لهولمز بالتحرك دون أن يراه أحد  وكذلك أبوابٌ مزيفة تؤدي إلى سقوط الضحايا في حفرأوغرف تعذيب وأنابيب غاز لاختناق الضحايا وأيضا أفران لحرق الجثث وطاولات تشريح وكان يبيع الهياكل العظمية للضحايا إلى كليات الطب .

واستغل هولمز المعرض الكولومبي العالمي عام 1893 لجذب الضحايا وكان معظمهم من النساء حيث كان يغريهم بثرائه أو بالعمل أو الإقامة في فندقه ثم يقتلهم بعد سرقة أموالهم

وفي عام 1894 بدأت الشرطة بملاحظة  اختفاء العديد من الأشخاص المرتبطين بهولمز وبعد التحقيقات اكتشفت الشرطة مئات العظام البشرية في قبو الفندق  بالإضافة إلى أسنان وأجزاء بشرية محفوظة  .

لكن الجريمة التي أدت إلى سقوطه كانت قتل شريكه ” بنجامين بيتزل ” بعدما حاول هولمز خداع شركة تأمين بيتزل ، وأثناء التحقيقات اعترف هولمز بقتل 27 شخصًا  ولكن التقديرات أشارت إلى أن ضحاياه وصلوا إلى 200 ضحية .

وفي عام 1895 حُكم على هولمز  بالإعدام شنقًا، وحتى في لحظاته الأخيرة حاول التلاعب بالمحققين حيث باع اعترافاته المزيفة للصحف مقابل المال .

وتم تنفيذ حكم الاعدام في7 مايو 1896 ، وقبل إعدامه قال لهم هولمز عدة كلمات .. ” ولدت والشيطان بداخلي … وقد كنت مولعًا بالقتل منذ صغري ، كان الأمر مثل شغف لا يقاوم ”

وطلب أن يُدفن تحت طبقات من الإسمنت خوفًا من نبش قبره ويحدث به ما كان يفعله بضحاياه

ولكن الإعدام لم يكن سهلًا حيث استغرق حوالي 15 دقيقة حتى يموت اختناقًا !

ولا يزال المؤرخون يبحثون عن الغرف السرية في فندقه الذي احترق لاحقًا في ظروف غامضة ورغم مرور أكثر من قرن لا تزال أسرار هولمز تثير الرعب

هل كان مجرد قاتل بارع ؟ أم أن كان هناك له شركاء لم يُكتشفوا ؟ .

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *