كتب – محمد منصور – ونورهان عمرو – ومهرائيل ميلاد:

أكد اللواء الدكتور أحمد عبد الرحيم، رئيس مجلس إدارة أكاديمية الشروق، أن التكنولوجيا رغم ما قدمته من تطور هائل في عالم الاتصال والمعرفة، إلا أنها سلبت من الإنسان جوهر التواصل الحقيقي، وأثّرت على طبيعة العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة والمجتمع، مشيرًا إلى أن الندوة التي تُعقد تحت عنوان “معًا.. يوم بلا شاشات” تمثل دعوة صادقة للتأمل في أثر الشاشات على حياتنا اليومية واستعادة التواصل الإنساني المفقود.

وقال اللواء الدكتور أحمد عبد الرحيم، خلال كلمته في افتتاح الندوة التي نظمها المعهد الدولي العالي للإعلام بأكاديمية الشروق، إن فكرة اليوم بلا شاشات تستحق التوقف عندها لأنها تمس الجميع، صغارًا وكبارًا، موضحًا أن التكنولوجيا قربت المسافات لكنها في الوقت نفسه خلقت فجوة بين الأجيال وغيّرت شكل الأسرة المصرية.

وأضاف: “علينا أن نتساءل بصدق: هل ما زلنا نتحدث وجهًا لوجه؟ هل ما زلنا نستمع لبعضنا؟ هل نعيش اللحظة دون أن نلتقطها بعدسة الهاتف؟”، لافتًا إلى أن هذه الأسئلة تعكس جوهر الأزمة التي يعيشها الإنسان المعاصر في ظل هيمنة الشاشات على تفاصيل حياته.

وروى رئيس الأكاديمية موقفًا شخصيًا قال فيه: “حين يزورني أحفادي، أحرص دائمًا أن يبتعدوا عن الهواتف ولو لبعض الوقت، لأنني أريدهم أن يشعروا بدفء العائلة، فالتواصل الإنساني هو ما يمنح للحياة معناها الحقيقي.”

وأكد أن الرسالة الحقيقية للندوة ليست ضد التكنولوجيا، بل هي دعوة إلى الاستخدام الواعي والمسؤول لها، وإلى إعادة التوازن بين العالم الرقمي والحياة الواقعية، مشيرًا إلى أن طلاب الإعلام تقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة في بناء هذا الوعي لأنهم صُنّاع الرأي وقادة الوجدان العام في المستقبل.

ووجّه اللواء الدكتور أحمد عبد الرحيم التحية والتقدير للدكتورة سهير صالح إبراهيم، عميدة المعهد الدولي العالي للإعلام، والدكتورة إلهام يونس، وكيلة المعهد، على جهودهما في تنظيم هذه الندوة المتميزة التي تجسد وعيًا متقدمًا بدور الإعلام في بناء الإنسان قبل بناء الرسالة، كما ثمّن حضور نخبة من رموز الإعلام والفكر الذين أسهموا بخبراتهم في إثراء النقاش وتوسيع مدارك الطلاب.

واختتم كلمته مؤكدًا أن الإنسان سيظل هو الأصل والتكنولوجيا مجرد وسيلة، قائلًا: “لحظة حقيقية مع من نحب تساوي ألف لحظة أمام شاشة لا تمنحنا الدفء ولا الصدق”.