كتب- محمد منصور:

عبر الدكتور طارق سعدة، نقيب الإعلاميين وعضو مجلس الشيوخ، عن سعادته البالغة بالمشاركة في هذا الحدث العلمي البارز بأكاديمية الشروق، وموجهًا شكره للواء د. أحمد عبد الرحيم، رئيس مجلس إدارة الأكاديمية، والدكتور محمد شومان، نائب رئيس مجلس الإدارة، ود. سهير صالح عميد المعهد، ورئيسة عام المؤتمر، والدكتورة إلهام يونس، وكيلة المعهد وأمين عام المؤتمر وجميع القائمين على التنظيم.

دقيقة وفاء

واستهل كلمته بطلب قراءة الفاتحة على روح الإعلامي الراحل محمد فريد لميس، قائلًا: “نُحيي ذكرى رجل ترك فينا أثرًا طيبًا وعلمًا ينتفع به، ليبقى في ذاكرة المهنة كأحد أعلامها.”

الإعلام مسؤولية ضمير قبل أن يكون مهنة

أكد د. طارق سعدة، أن عنوان المؤتمر “الإعلام وبناء الإنسان” يضع أمامنا مسؤولية ضخمة في توقيت شديد الحساسية تمر به مصر والمنطقة والعالم بأسره، حيث تتداخل الصراعات وتنتشر المعلومات المغلوطة، قائلًا أن الإعلام الحقيقي لا يُبنى إلا على الوعي والمسؤولية، هو ليس مجرد ناقل للحدث، بل صانع للرأي العام، ومؤثر مباشر في تشكيل الضمير الجمعي.

وأوضح أن الإعلام الصادق النزيه يجب أن يلتزم بثلاثة معايير:

1. الصدق في نقل المعلومة
2. الوضوح والبساطة في التعبير
3. الضمير المهني الحي

وشدد على أن دور الإعلام لا يقتصر على الشأن المحلي، بل يمتد إلى الإقليمي والدولي، فالعالم اليوم يعج بالصراعات والحروب، وهناك شعوب تُعاني وتدفع ثمن نزاعات لم تكن طرفًا فيها.

مسؤولية الحفاظ على الوطن

وأضاف أننا حفاظنا على وطننا يبدأ من تحمل كل فرد لمسؤوليته، لا سيما الإعلاميين الذين تقع على عاتقهم مسؤولية الوعي والتنوير، ونقل الصورة الحقيقية للمجتمع والتحديات التي نواجهها.

من الفوضى إلى المهنية

استعرض “سعدة” تطور الإعلام المصري، مقارنًا بين الفوضى التي شهدها الإعلام في 2011 وبين ما وصل إليه اليوم من تنظيم ورقابة مهنية، قائلاً: “في 2011، كنا نعيش فوضى إعلامية كاملة. أما اليوم، فلدينا ميثاق شرف إعلامي وضوابط مهنية حقيقية. هناك أخطاء بالطبع، لكنها في إطار المقبول والمعدل الطبيعي.”

كما أشار إلى ضرورة عدم جلد الذات، قائلًا: “علينا أن نعترف بالتطور الذي حدث، لا أن نجلد أنفسنا مع كل هفوة، لأن الإعلام المصري يتطور، ويتحول شيئًا فشيئًا إلى إعلام أكثر احترافية وتأثيرًا.”

الإعلام الرقمي… مسؤولية الجميع

وتحدث نقيب الإعلاميين عن التحديات الجديدة التي فرضها الإعلام الرقمي، مؤكدًا أن التكنولوجيا فتحت المجال أمام أي شخص أن يكون إعلاميًا من خلال هاتفه المحمول، لكن هذا يستدعي أيضًا ضميرًا حيًا عند استخدام تلك الأدوات، وأن كل مواطن اليوم شريك في صناعة الرسالة الإعلامية، علينا أن نحترم الكلمة ونقدر أثرها، لأنها لا تقل في قيمتها عن المدفع في معركة الدفاع عن الوطن.

دعوة للتكامل والبناء

واختتم كلمته برسالة واضحة: “الإعلام المصري بخير، لكنه بحاجة إلى دعمنا جميعًا، علينا أن نتمسك برسالتنا وننافس عالميًا، لا محليًا فقط. الكلمة الصادقة سلاح للبناء، والوعي الوطني هو الحصن الحقيقي في مواجهة الفوضى والشائعات.”

وذلك خلال كلمتها بالجلسة الإفتتاحية للمؤتمر العلمي الثامن للمعهد الدولي العالي للإعلام باكاديمية الشروق، بحضور الأستاذة ياسمين خميس، واللواء دكتور أحمد عبد الرحيم رئيس مجلس إدارة أكاديمية الشروق، ودكتور محمد شومان نائب رئيس مجلس الإدارة، ودكتورة إلهام يونس وكيلة المعهد وأمين عام المؤتمر، ود. طارق سعده نقيب الإعلاميين وعضو مجلس الشيوخ، ود. جودة غانم رئيس قطاع التعليم وأمين المجلس الأعلى لشؤون المعاهد، نيابة عن دكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي، ود. حسام عبد الغفار مساعد وزير الصحة، والمتحدث الإعلامي، ود. مفيد شهاب أستاذ القانون الدولي بجامعة القاهرة، ووزير التعليم العالي سابقًا، ود. سامي الشريف عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات والأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية ووزير الإعلام الأسبق، والفنان أشرف زكي نقيب الممثلين، ود. منى الحديدى أستاذ الإعلام وعضو لجنة الإعلام بالمجلس الأعلى للثقافة، والكاتبة الصحفية سناء البيسي.