أعلام مصرية ..عبد الحميد العبادي ..من رواد دراسة التاريخ الإسلامي الوسيط

إعداد/ ماجد كامل
أسمه بالكامل ” عبد الحميد عبد العزيز منصور العبادي ” ولد في مدينة الإسكندرية ، درس المرحلتين الابتدائية والثانوية في مدارسها ، ثم التحق بمدرسة المعلمين العليا في القاهرة وتخرج فيها 1914 ، عين بعدها أستاذا للتاريخ في مدرسة للقضاء الشرعي بالقاهرة ،وتتلمذ على يديه نخبة من كبار مثقفي مصر مثل ” عبد الوهاب عزام ” ( 1849- 1959 ) و”أمين الخولي ” ( 1895- 1966 ) ، كما التحق بكلية الحقوق ، وحصل على الليسانس عام 1933 .وبعد افتتاح الجامعة المصرية عام 1925 ، اختير ليكون أستاذا للتاريخ في كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول ( القاهرة فيما بعد ) .وفي نفس الفترة أنتدب لإلقاء سلسلة محاضرات في كلية دار المعلمين ببغداد ، كما دعي لإلقاء بعض المحاضرات في جامعة عين شمس عن تاريخ المغرب والأندلس ، كما عضوا في الجمعية المصرية للدراسات التاريخية .
علاقته بالأدب العربي :
كان عبد الحميد العبادي منذ فجر شبابه متذوقا للأدب العربي القديم ، ويحفظ الكثير من الشعر القديم منه . وكان مواظبا على الحضور في منتديات الإسكندرية الأدبية التي كانت تجمع صفوة الشعراء مثل ” عبد الرحمن شكري ” وغيره وغيره من كبار الشعراء .
مشاركته في تأسيس “لجنة التأليف والترجمة والنشر ” :
شارك عبد الحميد العبادي مع آخرين في تأسيس ما عرف وقتها ب( لجنة التأليف والترجمة والنشر ) . وأخرج عن طريقها العديد من الكتب ، كما أسهم مع عميد الأدب العربي الدكتور ” طه حسين ” ( 1889- 1973 ) في تحقيق ونشر كتاب النثر المنسوب لقدامة وقدم له وعلق عليه . وظل ينشر مقالاته وابحاثه التاريخية في مجلتي ” الرسالة ” و” الثقافة ” ثم في بعض دوريات الجامعات العالمية . وجمعت في مجلدين بعنوان ” صور من التاريخ الإسلامي ” .
أهم كتبه ومؤلفاته :
له العديد من الكتب التاريخية الهامة نذكر منها في حدود ما تمكنت من التوصل إليه :
1-الدولة الإسلامية وتاريخها ” .
2-المجمل في تاريخ الأندلس : سوف نعود لأهمية هذا الكتاب بعد الانتهاء من عرض قائمة مؤلفاته .
3-صور من التاريخ الإسلامي في مجلدين كبيرين هما ” العصر العربي ” ،و” العصر العباسي ” .
الترجمات :
1- في مجال الترجمة ترجم كتاب ” علم التاريخ لهرنشو عن اللغة الإنجليزية ، وأضاف إليه فصلا عن التاريخ عند العرب .
2- تاريخ المسألة المصرية ( 1875- 1910 ) لروشتسين بالاشتراك مع آخرين .
3- الدولة الإسلامية : تاريخها وحضارتها بالاشتراك مع آخرين .
مراجعات الكتب :
1-قام بمراجعة كتاب “أدب الأندلس وتاريخها ” تأليف ليفي بوفنسال وترجمة الدكتور محمد عبد الهادي شعيرة سنة 1950 .
2-قام بمراجعة كتاب ” الحضارة الإسلامية ” تأليف جروبنام ، وترجمة الأستاذ عبد العزيز جاويد .
الكلمات والمحاضرات التي ألقاها في مجمع اللغة العربية :
1-الكلمة التي ألقاها في حفل اسقباله ، وقد نوه فيها بذكرى سلفه الدكتور محمد شرف .
2-الحسبة وفائدتها : في المجمعين الوسيط والكبير .
3-ثلاث حوادث في التاريخ الإسلامي ساعدت على نمو العربية وانتشارها .
4-الصلة بين الشعر والتاريخ السياسي في القرن الأول الهجري .
كلمة عن أهمية كتابه ” المجمل في تاريخ الأندلس :
ولقد وضع العبادي خبرته النظرية والعملية في ذلك الكتاب ، حيث سافر إلى الأاندلس ودرس مواقع المعارك والمدن والمراكز ورسم الخرائط ، وأكد على أهمية دراسة تاريخ المغرب والأندلس ودرس المعارك ونظم العالم الغربي التي كانت في هذه المنطقة ، كما شرح في كتابه المذكور عملية الفتح العربي لشبه الجزيرة الأسبانية ، والأسباب التي دعت العرب إلى ذلك ، وأشتعرض قيام دولة بني أمية بالأندلس منذ عهد بدء عبد الرحمن الداخل الملقب ب( صقر قريش ) مرورا بعصور ملوك الطوائف ، ثم تمزق وحدة الأندلس ، كما افرد فصلا كاملا لموقعة الزلاقة وحكم المرابطين في الأندلس ، وتحدث في هذا الكتاب مفصلا حروب الاسترداد لغرناطة وكيفية سقوطها في آخر أيام دولة بني الأحمر ( 1233- 1492 م ) وزود كتابه هذا بمجموعة من الخرائط عن المغرب والأندلس ، وقام بعملية تعريب أسماء المدن والمواقع التي عاينها شخصيا .
عضويته في المجمع العلمي العربي بدمشق :
انتخب الدكتور العبادي عضوا بالمجمع العلمي العربي بدمشق ، وسافر إلى اسطنبول مع صديقه العالم الكبير الأستاذ ” أحمد أمين ” ( 1886- 1954 ) لدراسة المخطوطات العربية بمكتباتها ، كما زار أسبانيا أكثر من مرة لدراسة الآثار الإسلامية الموجودة هناك ،وقام برسم الخرائط لها ، وظل يضع خبرته العلمية في تدريس تاريخ المغرب والأندلس بمختلف الجامعات المصرية .
تعينه كأول عميد لكلية الآداب جامعة الإسكندرية :
بعد تأسيس جامعة الإسكندرية خلال عام 1942 ، عين كأول عميد لكلية الآداب بها . وأستمر في منصب العمادة حتى عام 1952 .
.
تاريخ وفاته :
توفى العالم الكبير خلال شهر أغسطس 1956 عن عمر يناهز 64 عاما .
قالوا عنه بعد وفاته :
1-الدكتور جمال الدين الشيال : ( 1911 – 1976 ) :
“وقد بدأت أتتلمذ عليه منذ نحو عشرين سنة ، ثم كنت أقرب تلاميذه إليه . كنت أحبه وأقدره ، وكان يبادلني حبا بحب وتقديرا بتقدير ،وأشهد أنه كان رحمه الله الأب الرحيم لكل تلاميذه والعاملين معه ،يعطف عليهم ويوجههم الوجهة الطيبة ، وقد تخرج على يديه المئات بل الألوف أجيالا من التلاميذ ، وليس من بينهم إلا من يذكره بالخير والاحترام والتقدير ، ويعرفون له علمه الغزير . لقد كان التاريخ الإسلامي رواية تروي ، أو قصيدة تحكى ، أو نكتة تقال .ولكن العبادي هو أول من ارتفع به إلى مرتبة العلم ، فجعله فكرة تمحص ، وتحليلا ونقدا ومقارنة ودراسة دقيقة على أسس ومذاهب علمية ثابتة وإذا كان اليوم من يفهم التاريخ الإسلامي حق فهمه ، فأن الفضل الأكبر في هذا إنما يرجع إلى العبادي وطريقته وجهوده .
المراجع :
1- أ . د / عبد الحميد العبادي ، البوابة الإلكترونية لمحافظة الإسكندرية ، سلسلة أعلام الإسكندرية .
2- عبد الحميد العبادي