ولد عام 1885 على أرجح الاراء بمدينة القاهرة ، ولكنه كان وبحكم عمل والده ينتقل بين المدن كثيرا . وكانت أسرته تعتبر من أكبر الأسر القبطية في مصر حيث كانت تمتلك 1500 فدان . التحق بمدرسة دمنهور الابتدائية خلال عام 1891 ، ثم انتقل منها لمدرسة التوفيقية بالقاهرة ، حتى حصل على البكالوريا عام 1901 ، ثم التحق بعدها بمدرسة الحقوق الخديوية وتخرج في القسم الفرنسي منها عام 1905 .
التعبير عن رفضه للتمايز الطبقي أثناء فترة دراسته بالمدرسة التوفيقية :
ويذكر صليب سامي ، أنه اثناء دراسته بمدرسة التوفيقية خلال عام 1898 ،زار اللورد كرومر Earl of Cromer ( 1841- 1917 ) مدرسة التوفيقيية ، فاستقبلته إدارة المدرسة إستقبال الفاتحين ، فلاحظ صليب تلميذ الثانوي بالمدرسة ، أنه دخل بسيارته الفاخرة يتقدمه سايسان ، وما أن وقفت العربة أمام مكتب الناظر ، حتى استلقيا على السلم المقابل وهما يلهثان بشدة ، ويتصبب منهما العرق بغزارة في إعياء بالغ يثير أقسى القلوب ، فما كان من صليب إلا انه أرسل خطابا باللغة الفرنسية مذيلا بتوقيع ( طالب بالمدرسة التوفيقية ) ، قال فيه ان نظام السايس لا يتفق مع معالم المدنية الغربية ويتعارض مع تعاليم الديانة المسيحية التي تتنمون إليها ، وهو أثر من آثار الرق الذي ورثناه عن عهود الذل ، وطلب منه ان يلغي هذا النظام ،حتى يكون قدوة لسائر القناصل والأمراء والباشوات . وكما كان فرحه عظيما عندما شاهد اللورد بعد ذلك بأسبوع ، وهو يجول في شوارع العاصمة غير مصحوب بسايس ، وان سائر قناصل الدول حذوا حذوه بعد ذلك ،وكذلك الباشوات والأمراء .
بداية عمله بالعمل السياسي :
عمل صليب سامي مستشارا ملكيا لوزارت الزراعة والمعارف والحربية ، وكان ذلك بتاريخ 30 يناير 1929 ، وبعد عامين أصبح رئيسا لقسم المرافعات الأهلية .
التسعة مناصب وزارية التي تولاها :
1-وزيرا للخارجية خلفا لنخلة باشا المطيعي في وزارة إسماعيل صدقي الثانية ( أغسطس 933- -27 سبتمبر 1933 ) .
2-وزيرا للحربية والبحرية بوزارة عبد الفتاح باشا يحيي الأولى ( سبتمبر 1933- 14 نوفمبر 1934 ) .
3-وزيرا للتموين بوزارة حسين صبري الأولى ( 27 يونيو – 14 نوفمبر 1940 ) .
4-وزيرا للتجارة والصناعة بوزارة حسين سري باشا الأولى ( 15 نوفمبر 1940- 31 يوليو 1941 ) .
5-وزيرا للخارجية بوزارة حسين سري الثانية ( 31 يوليو 1941- 4 فبراير 1942 ) .
6-وزيرا للتجارة والصناعة بدلا من سابا حبشي باشا بوزارة إسماعيل صدقي الثالثة ( 16 فبراير 9 ديسمبر 1946 ) .
7-وزيرا للتجارة والصناعة بوزارة حسين سري الرابعة ( 3 نوفمبر 1949- 12 يناير 1950 ) .
8-وزيرا للزراعة ثم وزيرا للمواصلات بوزارة علي ماهر الثالثة ( 27 يناير 1952- 1 مارس 1952 ) .
9-وزيرا للتموين والتجارة والصناعة بوزارة أحمد نجيب الهلالي الأولى ( 1 مارس 1952- 2 يوليو 1952 ) .
أهم الإنجازات التي أنجزها خلال فترة عمله بالوزارات التسعة :
في عام 1930 ، كان تتويج إمبراطور أثيوبيا ، فشكلت الحكومة المصرية بعثة شرف مكونة من : ” توفيق باشا نسيم رئيس الديوان الملكي رئيسا للبعثة ، السيد شريف صبري وكيل وزارة الخارجية – صليب سامي – البكباشي عمر فتحي ياور جلالة الملك فؤاد –عزيز مزرا من موظفي السراي سكرتيرا للبعثة . وبالفعل تحرك أعضاء الوفد من ميناء بور سعيد ، وتقابلوا مع الإمبراطور ، فقام نسيم باشا بتحية جلالته بكلة قصيرة باللغة الفرنسية ، فرد عليه الإمبراطور بكلمة تحية مناسبة . ثم اقيمت حفلة التتويج بكنيسة العاصمة . وأراد الإمبراطور أن يكرم أعضاء البعثة المصرية غكراما خاصا ، فدعاهم إلى تناول الشاي في القصر الإمبراطوري ،وكان حديث الإمبراطور مشبعا بروح الود ، ومن أقواله في ذلك الحفل ” أن المصريين والأحباش أولاد عمومة، وأنه يرجو أن تنمو العلاقة بين الأمتنين فيزاد تعاونها خير البلدين ، وان بابه مفتوح على مصراعيه أمام المصريين ليعاونوا بخبرتهم وأموالهم في نهضة بلاده ، وهم أولى الأمم بالاشتراك في خيراتها وأولاها في القيام بهذا الواجب نحوها ” .
عندما كان عضوا في لجنة الآثار ، وقعت حادثة سرقة تمثال نفرتيتي ، فما كان منه إلا أنه سعى إلى إصدار قانون لحماية الآثار منعا لتكرار مثل هذه الحوادث مستقبلا .
3-أثناء فترة توليه وزارة الحربية والبحرية ، أهتم بزيادة عدد قوات الجيش ، خصوصا سلاح الحدود . كما شاهد نشأة سلاح الطيران ، فقد كان هذا السلاح في بدء نشأته ،حيث وصل السرب الأول في عهد سلفه . ووصل السرب الثاني في عهده ، فقام بإستقباله في مطار ألماظة ، ولم يلبث هذا السلاح أن يكون مفخرة للجيش ، وقد استوفوا عدته بجنود المظلات وأحدث أنواع المطارات .
4-اثناء زيارته مرسى مطروح لأول مرة عام 1929 ،مر على شاطيء البحر الأبيض المتوسط من الإسكندرية حتى السلوم ، فأدرك في الحال أن هذا الشاطيء لا يقل جمالا عن الريفيرا وغيرها من الشواطيء التي يقصدها السياح من جميع أنحاء العالم . فقام بدعوة رئيس الوزراء وبعض الوزراء لقضاء أسبوع في مطروح ،وشرح لهم مزايا الاستغلال السياسي لهذا الشاطيء ، فقرروا بالإجماع البدء فورا في تنفيذ هذا المشروع . وبذلك كان سابقا لعصره في إدراكه لأهمية إستغلال شاطيء مرسى مطروح .
كان هو أول وزيرا للتموين في مصر ، وكان باكورة قرارته في تلك الوزارة الوليدة ،ضرورة توزيع الكيروسين بالبطاقات ن كذلك طالب بضرورة الاهتمام بالأقمشة الشعبية رحمة بالفقراء ، كما أهتم بقمع الغش والسرقة بضرورة مرافبة الأسعار ،وإصدار قوانين لفرض التسعيرة الجبرية
تاريخ وفاته :
توفى صليب سامي باشا خلال عام 1958 على أرجح الأراء ، غير أنه غير محدد لا اليوم ولا الشهر .
مراجع مختارة :
1-سامي أبو النور : صليب باشا سامي – ذكريات ( 1891- 1952 ) ، سلسلة صفحات من تاريخ مصر ، السلسلة رقم ( 40) ، مكتبة مدبولي ، الطبعة الأولى ن 1999 .
2-وجيه وهبة : زمن صليب سامي ، المصري اليوم ، 7 يولية 2024 .
3-سليمان شفيق : صليب سامي …. أول وزير حربية مسيحي … أنشأ سلاح الطيران في الثلاثينات … وسعى لقانون يحمي الآثار المصرية من السرقة ،البوابة القبطية ، 30 يوليو 2022 .