عبد العزيز أحمد: “الموهبة والإيمان بالذات مفتاح النجاح في الإعلام”…والإعلامي الشامل وهم؟

- السوشيال ميديا: سلاح الإعلامي ذو حدين..وأحلامي لا تتوقف عند الشاشة فقط
- هذه المرحلة المهنية التي أعيشها حاليًا هي “كرم من الله وفضل”
كتبت : شهد عبد الحليم
في خضم المشهد الإعلامي المتغير باستمرار، حيث تتداخل الشاشات التقليدية مع زخم منصات التواصل الاجتماعي، يبرز الإعلامي عبد العزيز أحمد كصوت شاب وطموح، حاملًا رؤية واضحة لمستقبل المهنة.
من واقع تجربته الشخصية التي صقلتها التحديات والإحباطات الأولية، يقدم عبد العزيز شهادة حية على قوة الإيمان بالذات والموهبة الحقيقية. في هذا الحوار، نغوص مع “عبد العزيز أحمد” في عوالم الإعلام، من أهمية التخصص وتحديات الشاشة، إلى دور الثقافة وضرورة الحضور الرقمي، ليكشف لنا عن مكنونات فكره وطموحاته التي لا تتوقف عند حدود الشاشة.
في بداية مسيرتك الإعلامية، واجهت الكثير من التشكيك في قدراتك. كيف أثرت هذه التحديات على ثقتك بنفسك، وكيف تحولت إلى دافع لك؟
في بداية مشواري، سمعت عبارات محبطة مثل “أنت لا تصلح” و”لن تكون مذيعًا ناجحًا”، بل حتى رئيس تحرير قال لي صراحةً: “لا يصلح لك الظهور على الشاشة” الحقيقة أن رأي الآخرين ليس بالضرورة أن يعكس حقيقتي أو مستقبلي. كثيرون لم يؤمنوا بي، وكان هذا من أكبر التحديات التي واجهتني فنيًا فكرة أن يشكك أحدهم في قدراتك يمكن أن تهز ثقتك بنفسك، لكنها قد تصبح دافعًا للثبات والاجتهاد.
يرى الكثيرون أن مهنة المذيع هي الهدف الأسمى لخريجي الإعلام. لكنك تؤكد على أهمية التخصص في هذا المجال.
لماذا هذا الإلحاح على التخصص؟
اليوم، نرى أن معظم خريجي الإعلام يرغبون في أن يصبحوا مذيعين، لكن يبقى السؤال: من سيكتب؟ من سيُخرج؟ من سيُعيد صياغة الأفكار؟ صناعة الإعلام ليست فقط عن الظهور أمام الكاميرا، بل عن منظومة متكاملة من الإبداع والاحتراف أرى أن الإعلامي يلعب دورًا بالغ الأهمية في تشكيل وعي الأجيال، وهذا الدور لا يمكن أن يؤدى بشكل حقيقي إلا إذا كان الإعلامي متخصصًا ومتمكنًا من المجال الذي يتحدث فيه المسألة ليست مجرد تشكيل وعي، لكن قبل ذلك يجب أن تعرف أنت ذاهب إلى أين وماذا تتحدث عنه؛ فمن يفهم في كرة القدم يتحدث فيها، ومن له في الفن يتحدث في الفن. المذيع الشامل ليس دائمًا ينجح، وأواجه مشكلة مع فكرة أن شخصًا يبدأ صحفيًا ثم مذيعًا ثم يدخل علاقات عامة وتسويق… يجب أن يكون هناك تخصص.
تحدثت عن الثقافة كعامل أساسي في التأثير الإعلامي، ورفضت ما أسميته “الصحافة المشبوهة”. كيف يمكن للإعلامي أن يحافظ على مصداقيته في ظل هذه التحديات؟
الثقافة هي العامل الأقوى في التأثير الإعلامي. أرفض تمامًا ما أسميه “الصحافة المشبوهة”، كأمثلة على الترويج لمهرجانات معينة عبر صفقات مع رؤساء تحرير.
للحفاظ على المصداقية، يجب أن يكون الإعلامي متخصصًا ومطلعًا بشكل دائم. إذا كنت مذيع رياضة، عليك متابعة المباريات وكل ما يتعلق بعالم الكرة، وإذا كنت مذيع فن أو توك شو، فالمطلوب أن تكون على اطلاع بكل جديد في الفن والسينما والمسرح والصحافة. أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة الإعلامي.
كيف ترى علاقة الإعلامي بهذه المنصات، وما هي أهمية الحضور الفعال عليها؟
وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت اليوم سلاحًا لا بد من استخدامه بذكاء ووعي، نظرًا لتأثيرها الكبير في تشكيل الرأي العام. لا يمكن أن تكون مذيعًا ناجحًا دون حضور فعال على السوشيال ميديا.
علاقة الإعلامي بمنصات التواصل الاجتماعي هي علاقة مزدوجة تجمع بين الصراع والتفاعل. الصراع يكمن في السعي الدائم للوصول إلى أكبر عدد من الجمهور، بينما يتمثل التفاعل في الحرص على تخصيص وقت للتواصل الحقيقي مع المتابعين.
كما أن فهم طبيعة منصات التواصل الاجتماعي، وما تقبله وما ترفضه، من الضروريات لأي إعلامي معاصر.
ذكرت أن الثقة بالنفس هي مفتاح النجاح. ما هي نصيحتك للشباب الطموح الذي يسعى لتحقيق أحلامه في مجال الإعلام؟
أشدد على أهمية الثقة بالنفس، قائلًا: “صدق نفسك، العالم كله سيصدقك” لا أتفق مع المقولة التي تقول إن من يصدق نفسه يسقط، وأعتبرها نصيحة جوهرية أوجهها لكل من يسعى للنجاح الشباب اليوم يمتلكون “قوة خارقة” تكمن في أنهم لا يستمعون سوى لصوت الحلم الذي يسعون إليه، وهذا الإيمان الذاتي هو الدافع الأكبر لتحقيق النجاح.
تتطلع لأن تكون من أهم المذيعين في الوطن العربي وربما في العالم، ولديك شغف بمجالات متعددة كالتمثيل وكتابة السيناريو والإذاعة. كيف توفق بين هذه الطموحات المتعددة؟
طموحي يعكس هذا التصور، حيث أتطلع لأن أكون من أهم المذيعين في الوطن العربي، وربما في العالم.
لدي شغف أيضًا بمجالات متعددة كالتمثيل وكتابة السيناريو والإذاعة، وأؤكد أن أحلامي لا تتوقف عند الشاشة فقط.
هذه المرحلة المهنية التي أعيشها حاليًا هي “كرم من الله وفضل”، وأتمنى أن تدوم هذه النعمة، وأن أستمر في التقدم وتحقيق المزيد من الأحلام.
ما هو الأثر الذي تتركه تعليقات الجمهور الإيجابية عليك، خاصة من يصفون ابتسامتك بـ”الجميلة” ويشيدون بأسلوبك وقدرتك على الحوار؟
أعبر عن امتناني لدعوات والدتي، ولم أتعرض لتعليقات سلبية مؤذية، بل أتلقى تفاعلًا إيجابيًا من الجمهور، الذي يعبر عن إعجابه بأسلوبي وطريقتي. سعادتي كبيرة بتفاعل الجمهور معي وتعليقاتهم الإيجابية، خاصة من يصفون ابتسامتي بـ”الجميلة” ويشيدون بأسلوبي المبسط وقدرتي الجيدة على الحوار. هذه الكلمات تترك أثرًا كبيرًا في نفسي. في ختام حديثك، أكدت على رغبتك في إتقان اللغة العربية بشكل سليم وعميق، حتى أكثر من إتقانك للغة الإنجليزية.
ما هي الأهمية التي تراها للغة العربية في تقديم إعلام مهني وراقٍ؟
أختتم حديثي بالتعبير عن رغبتي في إتقان اللغة العربية بشكل سليم وعميق، حتى أكثر من إتقاني للغة الإنجليزية، لما للغة الضاد من قيمة ومكانة في تقديم إعلام مهني وراقٍ.