كتبت- تقى تامر:

في شهر نوفمبر من كل عام، يحتفل العالم بالطفولة باعتبارها رمز البراءة والأمل في مستقبل أفضل. وفي القاهرة، شهد شهر نوفمبر 2025 سلسلة من الفعاليات المميزة التي جمعت بين الفن والثقافة والتوعية، لتؤكد أن الاهتمام بالطفل ليس مجرد احتفال عابر، بل هو استثمار في بناء مجتمع قوي ومتماسك، وهذه الفعاليات لم تقتصر على الترفيه، بل امتدت لتشمل ورشًا تعليمية وتوعوية، وعروضًا مسرحية، وأنشطة مدرسية، لتمنح الأطفال فرصة للتعبير عن أنفسهم وتنمية مواهبهم.

• بدأت الفعاليات يوم 10 نوفمبر 2025 مع انطلاق مهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي الذي استمر حتى 14 نوفمبر. المهرجان أقيم في أكاديمية الفنون بالقاهرة، وشارك فيه عدد من الفرق المسرحية العربية التي قدمت عروضًا موجهة للأطفال، إلى جانب ورش تدريبية مثل “التمثيل من الحكاية إلى المسرحية” و”الدراما من اللعب إلى العرض”. كما شهد المهرجان تكريم عدد من الفنانين الذين أسهموا في إثراء مسرح الطفل العربي.

• وفي يومي 12 و13 نوفمبر 2025، نظمت وزارة الثقافة احتفالية خاصة باليوم العالمي للطفولة في مركز محمود مختار الثقافي. تضمنت الاحتفالية ورشًا فنية للأطفال، معارض كتب، عروضًا سينمائية، وأنشطة مسرحية، بمشاركة جهات ثقافية متعددة مثل المجلس الأعلى للثقافة والهيئة العامة لقصور الثقافة ودار الأوبرا المصرية والمركز القومي لثقافة الطفل. هذه الفعاليات جاءت لتؤكد على أهمية الثقافة والفنون في تشكيل وعي الطفل وتنمية قدراته الإبداعية.

– أما يوم 20 نوفمبر 2025، فقد كان مخصصًا للاحتفال باليوم العالمي للطفل داخل المدارس المصرية. نظمت مديرية التربية والتعليم فعاليات توعوية ركزت على حقوق الطفل، ومواجهة العنف والتنمر، إلى جانب ورش عمل تثقيفية وأنشطة تفاعلية لتنمية المواهب. كما شاركت وزارة الداخلية في الاحتفال من خلال تنظيم زيارات للأطفال وتقديم هدايا رمزية لإدخال البهجة عليهم، في رسالة واضحة أن حماية الطفل ورعايته مسؤولية مجتمعية مشتركة.

لقد جسدت فعاليات نوفمبر 2025 في القاهرة معنى الاهتمام الحقيقي بالطفولة، حيث جمعت بين الفن والتعليم والتوعية في إطار احتفالي يليق بمكانة الطفل في المجتمع. هذه الأنشطة لم تكن مجرد مناسبات، بل رسائل قوية تؤكد أن الأطفال هم بناة المستقبل، وأن الاستثمار فيهم هو الطريق لبناء دولة مزدهرة وقادرة على مواجهة تحديات الغد. إن استمرار مثل هذه الفعاليات يعزز من قيم الانتماء والوعي، ويمنح الأطفال الثقة بأنهم جزء أساسي من حاضر الوطن ومستقبله.