الجلسة النقاشية الثالثة تناقش أهمية التعليم في بناء الإنسات وتطالب بتعديل اللوائح لتطوير المناهج

كتب :محمد عبدالله
روضة أيمن
تصوير:علي نور- سندس علاء
أكد المشاركون في الجلسة النقاشية الثالثة للمؤتمر العلمي الثامن للمعهد الدولي العالي للإعلام بالشروق تحت عنوان ” التعليم وبناء الإنسان” ، على أهمية التعليم باعتباره العماد الأساسي في تقدم الأمم وازدهارها .
ترأس الجلسة الدكتور حسن عماد مكاوي-أستاذ الإعلام بكلية الإعلام جامعة القاهرة،ورئيس قطاع الدراسات الإعلامية بالمجلس الأعلى للجامعات وعقب على المناقشات الدكتورة أماني فهمي -أستاذ الإعلام وعميد كلية الإعلام جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب وتولى مقرر الجلسة الدكتورة فاطمة شعبان رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون الدولي العالي للإعلام بالشروق .
أشاد الدكتور حسن عماد مكاوي بالمؤتمر والقائمين عليه مشيرا إلى أهمية التعليم باعتباره قضية أمن قومي وبناء الإنسان يعنى بناء المواطن الصالح القادر على الاندماج والمشاركة الاجتماعية الفعالة، والمحافظة على النسيج الاجتماعى للمجتمع عبر قدرته على تحمل المسئولية الاجتماعية والثقافية، وهى عملية تبدأ بالإرادة السياسية القوية، والتنمية الاقتصادية التى توفر للإنسان فرص العمل والحياة الكريمة، والتعليم المتميز الموجه نحو بناء المواطنة، والثقافة المدنية الحديثة الداعمة والمساندة.
في البداية أكد الدكتور محمد معوض أستاذ الإعلام والعميد الأسبق لكلية الدراسات العليا للطفولة أن بناء الإنسان هو الهدف الرئيسي للمخرجات التعليمية وهو رسالة واضحة من الدولة المصرية للتأكيد على أن الدولة تستهدف بناء الإنسان صحيا وتعليميا ودينيا وثقافيا وعلى جميع المستويات لما يمثله بناء الإنسان من أهمية حتمية فى بناء الجمهورية الجديدة.
أضاف أن الإعلام والتعليم الإعلامي يأتي فى مقدمة أدوات وآليات بناء الإنسان المصرى ، حيث تلعب وسائل الإعلام الدور المحورى فى بناء وتشكيل شخصية الإنسان المصرى وبصفة خاصة مع وسائل الإعلام الجديد والتأثير الطاغى لمواقع التواصل الاجتماعى سلبا أو إيجابا، مشيرا إلى أنه يمكن بناء شخصية الإنسان من خلال استراتيجية إعلامية متكاملة تتضمن أهدافا واضحة للعمل الإعلامى تساعد على بناء الإنسان من جميع جوانب الحياة المختلفة وذلك من خلال تطوير مضمون وسائل الاعلام بحيث يعتمد المحتوى المقدم لبناء الإنسان على دعائم القيم الإيجابية والأخلاقية فى المجتمع وتقديم النماذج الإيجابية كقدوة للشباب. كما يستهدف هذا المستوى من الاستراتيجية وكذلك من خلال تحقيق عدد من الأهداف الفكرية التى يجب التركيز عليها فى المحتوى المقدم للرسالة الإعلامية التى تسعى لبناء الإنسان المصرى.
أشار الدكتور معوض إلى أهمية تدريب وتأهيل الكوادر الإعلامية العاملة فى مجال الإعلام وبناء الإنسان فى جميع وظائف العمل الإعلامى، بحيث تكون هناك رؤية مشتركة واحدة، حيث يلاحظ أن هناك فجوة كبيرة تتزايد فى الفترة الأخيرة بين المحتوى والمضمون المقدم أمام الصورة البصرية والتقنية المصاحبة على حساب سيطرة أكبر للصورة وإخلال بالمحتوى ومعايير أخلاقيات المهنة، حيث يجب أن يتركز على المعانى والقيم النبيلة المستهدفة فى رسالة الاعلام لبناء الإنسان.
نوه إلى أهمية نشر الوعى بكيفية بناء الإنسان المصرى فى وسائل الإعلام من خلال توضيح العلاقة الارتباطية بين بناء الإنسان وبناء الوطن فى جميع المنصات الإعلامية، وفق منظومة واضحة ومتكاملة تبرز الإنجازات المتحققة لبناء الإنسان، وتلقى الضوء على أهم التحديات فى منظومة بناء الإنسان وتحدث حالة من الاصطفاف الوطنى لمعركة البناء والتنمية لصالح الوطن، وهنا يصبح الإعلام الوسيلة الأقرب لبناء الإنسان المصرى كما ينبغى أن يكون من أجل رفعة مصر الغالية.
وطالب الدكتور محمد معوض بتطوير التعليم الإعلامي في الجامعات المصرية و كذلك تطوير التدريب العملي والاهتمام بالجانب التطبيقي كأحد أهم وأول الأولويات التي يجب العمل عليها لتطوير التعليم الإعلامي وتحسين مخرجاتهوكذلك ضرورة تدريب ورفع قدرات أعضاء هيئة التدريس في مؤسسات التعليم الإعلامي من خلال الاستعانة بالخبراء والمختصين.
تحديات كبيرة
الدكتور حسن علي عميد كلية الإعلام جامعة المدينة أشار إلى أن التعليم الإعلامي يواجه تحديات كبيرة تتعلق ببناء جيل قادر على مواجهة متطلبات سوق العمل حيث توجد فجوة بين المناهج النظرية التي تركز على تاريخ وسائل الإعلام وتطورها، ودور الصحافة في توعية المجتمع، وبين المهارات العملية المطلوبة اليوم.
أضاف أنه تم إرسال بعض المقترحات التشريعية للمجلس الأعلى للجامعات لإعادة هيكلة المناهج. لكن تظل هناك إشكاليات تشريعية تتعلق بالمسميات والهيكلة، مثل الفرق بين الأقسام الأكاديمية والبرامج المتخصصة. على سبيل المثال، قد يطلب سوق العمل خريجي “أقسام” متخصصة مثل الصحافة الإلكترونية، بينما يقدم بعض الجامعات برامج شاملة وغير متخصصة، مما يسبب نوعًا من الإرباك في التوظيف.
أكد وجود توجه لإنشاء برامج بينية مثل قسم الأنيميشن أو الفنون البصرية والسينمائية، وهو تطور ممتاز. لكن يجب أن ننتبه إلى ضرورة توفير تخصصات دقيقة تتماشى مع طبيعة كل مجال. فعلى سبيل المثال، خريج قسم الإعلان يجب أن يكون متخصصًا في مهارات مثل المونتاج، التصوير، والدراما، بينما خريج الإعلام يجب أن يركز على مهارات الاتصال وبناء الرسائل الإعلامية وليس الجوانب التقنية والإنتاجية.
شدد الدكتور حسن علي على أن دور كليات الإعلام يجب أن يظل متركزًا على مكونات العملية الاتصالية وهو فهم الجمهور، بناء الرسائل، وتحليل تأثير الوسائل فالمؤسسات التعليمية ليست مصانع لإنتاج أفلام أو برامج، بل معاهد لتدريب العقول على التفكير النقدي والإبداعي في مجال الإعلام. وهذا يتطلب تحديثًا في المناهج لتشمل المهارات التي يحتاجها السوق دون الخروج عن إطار رسالة الكلية الأساسية.
جيل Z
من جانبه أكد الدكتور عبد العزيز السيد على ضرورة فهم خصائص الجيلين “Z” و”A”، وكذلك دور الإعلام في التواصل مع هذه الأجيالمشيرا إلى أن ما يميز هذين الجيلين أنهما نشآ في عصر الإنترنت والتكنولوجيا الرقمية، مما جعلهم أكثر تواصلاً وتفاعلاً عبر منصات التواصل الاجتماعي، وأكثر مرونة وقدرة على التكيف مع التطورات السريعة مقارنة بالأجيال السابقة.
أضاف أن هذا الجيل يتسم بالتفكير النقدي والرغبة في الابتكار، ويهتم بالقضايا الاجتماعية والبيئية، ويفضل وسائل التواصل الفوري مثل التطبيقات والرسائل النصية. لذا، يتطلب الأمر التعامل معهم بعقلية مرنة ومواكبة للتغيرات، مع التركيز على تقديم محتوى بصري يجمع بين الأصالة والمصداقية، وهذا ربما يتماشى مع ميلي الشخصي نحو الإعلام المرئي.
أوضح أنه يجب أيضا تسليط الضوء على موضوعات تمثل أهمية خاصة لهذه الأجيال، مثل الصحة، والتعليم، والأمان الاقتصادي والاجتماعي، والمشاركة المدنية، باعتبارهم جيلًا يطمح إلى أن يكون شريكًا فاعلًا في المجتمع.
وشدد الدكتور عبد العزيز السيد على أهمية إدراج الدراسات البيانية في الأبحاث الأكاديمية ، حيث تركز الأوراق البحثية بشكل كبير على هذا النوع من الدراسات، وهو اتجاه مهم يجب أن نستفيد منه.
التربية الإعلامية
من جانبها أكدت الدكتورة نرمين خضر عميدة كلية الإعلام والقائم بعمل رئيس الجامعة المفتوحة بالقاهرة على أهمية التربية الإعلامية في عالم الاتصال الرقمي حيث تختص بتعليم أفراد الجمهور مهارة التعامل مع الإعلام، وذلك لأن الإعلام ووسائل الاتصال الحديثة أصبحت هي الموجه الأكبر، والسلطة المؤثرة على القيم والمعتقدات والتوجهات والممارسات، في مختلف الجوانب اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً.
أشارت إلى أن مفهوم التربية الإعلامية يعتبر أحد الحلول المحورية التي يمكن توظيفها لترشيد الاستخدامات السلبية في المنصات الرقمية ويعزز من الاستخدامات الإيجابية لها مؤكدة أن التربية الإعلامية تهدف إلى دعم الهوية الثقافية وتكوين جيل قوي منتج ومبدع يُساهم في تنمية بلاده, عبر إمداده والمعارف لفهم الأيدولوجيات الخاصة بوسائل الإعلام, وتزويده بالثقافة الإعلامية الهادفة لحصر ونقد ما يُشاهد ويتلقى.
وكذلك فإنها تهدف إلى إكساب الخبرات اللازمة لمساعدتهم على الاستخدام الأمثل لوسائل تكنولوجيا الاتصال ومواكبة التطورات المستمرة بل والسريعة في المجتمع المعلوماتي المُحيط بنا وتحويل الجمهور من الاستهلاك السلبي لوسائل الإعلام, الى الاستهلاك الايجابي والانتاج الواعي بحيث يكونوا قادرين على التعبير عن افكارهم بواسطة وسائل الاعلام.
أوضحت أن الاعلام الرقمي تغلغل في جميع مفاصل حياتنا اليومية حتى أضحى مصدرا اساساً لمعلوماتنا, يصنع أراءنا, ويغدي خيالنا, ويعيد تشكيل واقعنا, فترك –رغم بعض ايجابياته- أثاراً خطيرة على المستويين الفردي والجماعي ليشكل ظاهرة تهدد منظومة القيم والاخلاق السائدة, فضلا عن اثاره المستقبلية وهو ما دفع لضرورة البدء باجراءات لتحصين النشئ وتربيتهم على استثمار وسائل الاتصال الرقمي وتجنب مخاطرها عبر تطوير مهاراتهم ونشر المبادئ التي تقودهم لاكتساب الحس النقدي الايجابي الذي ينأى بهم عن التعاطي السلبي معها, لذا فان التربية الاعلامية الرقمية ليست ترفاً بل هي موضوع ملح وضرورة قصوى في ذوء ما تمر به مجتمعاتنا من تحديات ومخاطر.
تابعت أن هناك كثير من التحديات والمخاطر التي تفرضها البيئة الرقمية, لاسيما مع وجود فجوة رقمية هائلة تستوجب وعياً ضرورياً وإجراءات عاجلة لتحصين النشأ وإكسابه الوعي اللازم, فتدريس مادة التربية الاعلامية في المستويات الجامعية ليس كافياً بالتاكيد مع غياب الخطط العلمية والمنهجية الاستراتيجية والتدابير الاجرائية, وهو ما يتطلب ممارسة ضغط أكبر من قبل المجتمع المدني والمؤسسات العلمية والاكاديمية للتوعية بمفهوم التربية الاعلامية الرقمية كونها أحد الحقوق الاساسية التي ينبغي ان تضمنها الحكومات ومؤسساتها .
الذكاء الاصطناعي
من جانبه أكد الدكتور عادل صالح عميد كلية الاتصال والإعلام بالجامعة البريطانية في مصر أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا لا يتجزأ من العملية التعليمية، خاصة في مجالات مثل الإعلام، حيث يتطلب التكيف والمرونة مواكبة التغيرات المتسارعة في التكنولوجيا في الجامعة البريطانية ، حيث بدأنا في دمج مكونات التكنولوجيا المتقدمة في المناهج الدراسية، مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، لضمان توافقها مع متطلبات السوق الحديثة وتم تخصيص أجزاء كبيرة من المناهج للتكنولوجيا الرقمية، بما يعزز من قدرة الطلاب على التعامل مع هذه الأدوات بشكل فعّال.
أضاف أن التعليم لم يعد يقتصر فقط على المحاضرات التقليدية، بل أصبح يشمل تقنيات حديثة مثل الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR) لتحفيز التفاعل العملي حيث تم تدريب الأساتذة والمعيدين على كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة التعليم وجعله أكثر تفاعلية.
أوضح الدكتور عادل صالح أنه أصبح بالإمكان استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج محتوى إعلامي يخدم العملية التعليمية، مثل تصميم مقاطع الفيديو التفاعلية وإنشاء سيناريوهات تعليمية مبتكرة ، حيث يساعد الذكاء الاصطناعي في تخصيص التجربة التعليمية لكل طالب بناءً على مستواه واهتماماته.
أشار إلى وجود تحول واضح نحو التعلم متعدد التخصصات ،حيث يتم الربط بين تخصصات مختلفة لتعزيز مهارات الطلاب.كما ظهرت مبادرات في بعض الجامعات، حيث تعمل الكليات ذات الصلة بالعلوم الاجتماعية معًا لتطوير مناهج مشتركة.
وتابع صالح أن أهم التحديات المستقبلية هو كيفية تقييم مخرجات العملية التعليمية بشكل يعكس فعليًا المهارات التي اكتسبها الطلاب، بدلاً من الاعتماد فقط على الأساليب التقليدية، مطالبا بتعزيز التعاون بين الكليات المختلفة مثل الإعلام وعلوم الكمبيوتر، بهدف تطوير حلول مبتكرة تدعم العملية التعليمية وتواكب متطلبات سوق العمل الحديث.
جيل التكنولوجيا
قالت الدكتورة هالة نوفل عميدة كلية الإعلام والاتصال السابقة بجامعة جنوب الوادي إن جيلي “زد” و”ألفا”، هو الجيل الذي وُلد بعد منتصف التسعينيات وحتى أوائل العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. وهذا الجيل هو أول جيل ينشأ بالكامل في عصر الإنترنت، مما يمنحه ميزات فريدة تتعلق بالتكنولوجيا والاتصال الرقمي. لفهم كيفية تفاعل جيـل Z مع العالم من حوله، يجب النظر في خلفياتهم الاجتماعية والتكنولوجية التي شكلت سلوكياتهم وتفضيلاتهم.
أضافت أن جيل Zنشأ في بيئة مليئة بالتكنولوجيا المتقدمة، حيث كانت الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، وشبكات التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية.
أوضحت أن أهم مايميز هذا الجيل في مجال التعليم، أنه يفضل Z التعلم الذاتي عبر الإنترنت. يعتمدون على منصات التعلم الإلكتروني للتعلم وتحسين مهاراتهم. هذه الطرق الجديدة للتعلم تمنحهم مرونة أكبر وتتيح لهم الوصول إلى موارد تعليمية غير محدودة. كما يفضلون التطبيقات التي تسهل التعاون والتواصل الفوري .
أما فيما يتعلق بالعمل، فإن هذا الجيل يبحث عن الوظائف التي توفر لهم فرصًا للتطور الشخصي والمهني. وهم يفضلون بيئات العمل التي تشجع الابتكار وتستخدم التكنولوجيا بشكل فعال. كما يميلون إلى الشركات التي توفر مرونة في العمل، مثل إمكانية العمل عن بُعد واستخدام أدوات التعاون الرقمي. هذا الجيل يبحث عن وظائف تمنحهم شعورًا بالهدف والقدرة على التأثير الإيجابي في المجتمع.
تابعت الدكتورة هالة نوفل أن طرق التفاعل الاجتماعي لجـيل Z تختلف عن الأجيال السابقة، حيث يعتمدون بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع أقرانهم، وتكوين صداقات جديدة، وحتى للتواصل مع الشركات والعلامات التجارية. يفضلون التطبيقات التي توفر التواصل الفوري والمحتوى المرئي .
أشارت إلى أن التسويق لجيل Z يتطلب استراتيجيات مبتكرة ومتطورة تتماشى مع تفضيلاتهم وسلوكياتهم الرقمية. هذا الجيل، الذي نشأ في عصر التكنولوجيا المتقدمة، يمتلك توقعات عالية تجاه العلامات التجارية، ويرغب في تجارب مخصصة وشخصية. لفهم كيفية الوصول إلى جيل Z بشكل فعال، وكذلك اعتمادهم على وسائل التواصل الاجتماعي حيث تمثل الساحة الرئيسية التي يتواجد فيها جيل Z. فهم يفضلون المنصات التي توفر تواصلًا سريعًا وفوريًّا، مما يجعلها أدوات فعالة للتسويق. الشركات التي ترغب في الوصول إلى جيل Z يجب أن تكون نشطة على هذه المنصات وتقدم محتوى جذابًا ومبتكرًا يتناسب مع اهتمامات هذا الجيل.
الإعلام التربوي
من جانبها قالت الدكتورة راندا رزق رئيس قسم الإعلام التربوي بكلية التربية النوعية بجامعة القاهرة إن تخصص الإعلام التربوي يواجه تحديات في التعريف والمفهوم بينه وبين دراسة الإعلام في الكلية الأم وهي كلية الإعلام رغم أن هذا التخصص موجود منذ أكثر من ثلاثين عاما ، وشرحت التحديات والحلول التي واجهتها في قسم الإعلام التربوي حيث خرجت بطلاب القسم خارج أسوار الكلية وقاموا بزيارات للمدارس والكليات والمكتبات العامة وحصل القسم على جوائز في المشاركات المجتمعية .
أشارت إلى أنه تم رفع كفاءة أعضاء هيئة التدريس لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي كما تم تدريب الطلاب على المهارات البينية التي تمنحه مهارات الإعلام وأكاديمية الفنون حتى يستطيع الخريج العمل في مجالي الإعلام والتربية .
أضافت أن قسم الإعلام التربوي يتوجه الآن للاهتمام بالدراما المجتمعية لتخريج طالب متميز وتم التواصل مع عدد من الدول العربية ومبادرة تحالف وتنمية لرفع كفاءة القسم .
تعديل اللوائح
وعقبت الدكتورة أماني فهمي على الكلمات وقالت إن بناء الإنسان من الركائز الأساسية لتطوير المجتمعات وعلى رأسها ضرورة معرفة خصائص جيل “زد”و”ألفا” وهو الجيل الذي لايستخدم وسائل الإعلام التقليدية ولكنه يستخدم وسائل الإعلام الحديثة بكل فروعها .
أضافت أنه يجب استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم حيث أن هذا الجيل لن يتحمل الجلوس في قاعات المحاضرات لساعات طويلة كما يجب فهم عقلية هذا الجيل حتى نصل إلى كيفية التعامل معه .
أشارت إلى أنه تم تعديل اللوائح وتطويرها في العديد من الكليات والمعاهد حتى تواكب التطورات المستمرة في سوق العمل وطالبت بتأهيل أساتذة الجامعات لاستخدام التكنولوجيا بجانب المهارات المهنية .
وفي نهاية الجلسة قدمت الدكتورة فاطمة شعبان عددا من التوصيات هي:
تشكيل لجنة تنسيقية عُليا لشؤون التعليم الإعلامي على المستوى القومي، وتقييم برامج التعليم الإعلامي في المؤسسات الحكومية والخاصة.
تضمين موضوعات الميتافيرس والذكاء الاصطناعي وإدارة السمعة والأزمات الرقمية في المناهج والمقررات الدراسية، في كليات ومعاهد وأقسام الإعلام.
التشجيع على نشر ثقافة التحقق من الأخبار، في إطار مواجهة الشائعات والأخبار المُضللة والكاذبة.
بناء شراكات بين الجامعات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، لتعزيز التعليم الفعّال من خلال استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
مد جسور التواصل بين المؤسسات الأكاديمية والخبرات المهنية في مختلف التخصصات لتخريج إعلاميين يجمعون بين المهارات التقنية، والمعرفة التخصصية، والقيم المهنية.
فتح مجالات وآفاق التعاون بين كليات ومعاهد وأقسام الإعلام من جهة، وكليات الذكاء الاصطناعي في الجامعات المصرية والعربية والدولية من جهة أخرى.