كتبت: تقى تامر

دخلت صفقة انتقال وسام أبو علي إلى كولومبوس كرو الأمريكي دخلت مرحلة حسم مهمة بعد أن تسلم النادي الأهلي القسط الأول من قيمة الصفقة، مما مهد الطريق لإرسال البطاقة الدولية للمهاجم الفلسطيني. هذا التطور أنهى الأزمة التي كانت تعيق انضمام اللاعب لفريقه الجديد، مسجلاً خطوة حاسمة تؤكد نجاح انتقاله الرسمي.

ولم يكن انتقال وسام أبو علي من النادي الأهلي إلى نادي “كولومبوس كرو” الأمريكي مجرد صفقة انتقال عادية، بل كان حدثًا أثار جدلًا واسعًا داخل الأوساط الرياضية، لما يحمله من أبعاد فنية، مالية، وجماهيرية.

  تفاصيل الصفقة  

وسام أبو علي انتقل رسميًا إلى نادي كولومبوس كرو الأمريكي بعقد يمتد حتى عام 2027، مع خيار التمديد لموسم إضافي و بلغت قيمة الصفقة 7.5 مليون دولار، بالإضافة إلى مليون دولار كحوافز مرتبطة بالأداء، مع احتفاظ الأهلي بنسبة 10% من قيمة أي بيع مستقبلي. اللاعب خضع للكشف الطبي في الدنمارك، وتأخر انضمامه للفريق بسبب إجراءات تأشيرة العمل، لكنه حصل عليها لاحقًا، وتم تسجيله كلاعب “Designated Player”، مما يسمح للنادي بتجاوز سقف الرواتب في الدوري الأمريكي

  التحديات التي واجهها أثناء الانتقال  

واجه وسام عدة عقبات خلال انتقاله، أبرزها تأخر حصوله على تأشيرة العمل، مما أدى إلى تأجيل سفره وانضمامه الرسمي للفريق. كما أثارت قيمة الصفقة جدلًا في الإعلام الأمريكي، حيث وصفها البعض بأنها غير منطقية. إلى جانب ذلك، انتشرت شائعات حول إمكانية عودته إلى مصر، رغم أن الصفقة كانت نهائية. كما تطلب تسجيله كلاعب مميز إجراءات خاصة داخل منظومة الدوري الأمريكي .

 أداء وسام أبو علي مع الأهلي

وسام خاض 60 مباراة مع الأهلي، سجل خلالها 38 هدفًا وصنع 10، بمعدل تهديفي بلغ 0.63 هدف في المباراة الواحدة. تميز بتحركاته الذكية داخل منطقة الجزاء، وقدرته على التسجيل من أنصاف الفرص، إلى جانب إجادته للكرات الثابتة، خاصة بعد رحيل علي معلول.

 كان عنصرًا أساسيًا في منظومة الضغط العالي، وساهم في تحقيق عدة بطولات، منها الدوري المصري، دوري أبطال أفريقيا، وكأس السوبر

تأثير غيابه على الفريق  

غياب وسام ترك فراغًا واضحًا في الخط الأمامي للأهلي. الفريق عانى من انخفاض الفاعلية الهجومية، وظهر ذلك في المباريات التي تلت رحيله، حيث واجه صعوبة في التسجيل، وافتقد اللاعب القادر على الحسم. كما تأثر التوازن الهجومي، خاصة في ظل عدم قدرة البدلاء على تقديم نفس المستوى من الأداء والفعالية.

البدائل المحتملة لتعويضه  

الأهلي بدأ في البحث عن بديل مناسب، وبرز اسم أسامة فيصل لاعب البنك الأهلي كخيار أول، نظرًا لمستواه الجيد في الموسم الماضي. كما دخل مصطفى محمد لاعب نانت الفرنسي ضمن دائرة الاهتمام، رغم أن مطالبه المالية قد تعرقل الصفقة. في حال عدم التعاقد مع مهاجم جديد، قد يعتمد الفريق مؤقتًا على محمد شريف أو يمنح فرصة لوجوه شابة مثل جراديشار، رغم أن كلاهما لا يملك نفس جودة وسام في التحركات والإنهاء .

كيف يمكن تعويض غيابه؟

تعويض وسام لا يقتصر على التعاقد مع لاعب جديد، بل يتطلب تعديل في أسلوب اللعب. المدرب قد يلجأ إلى استخدام مهاجم وهمي، أو الاعتماد على السرعة والتحرك بين الخطوط. كما أن المقابل المالي للصفقة يمنح الأهلي مرونة في التعاقدات، إلى جانب بند إعادة البيع الذي يضمن دخلًا مستقبليًا للنادي. الإدارة أيضًا تعمل على توسيع شبكة الكشافين لاكتشاف مواهب جديدة بنفس الجودة .

– رحيل وسام أبو علي عن الأهلي لم يكن مجرد انتقال لاعب، بل كان نقطة تحول في شكل الفريق الهجومي. تأثيره داخل الملعب كان يتجاوز الأرقام، فقد كان لاعبًا يصنع الفارق في كل لحظة.

الأهلي الآن أمام تحدٍ حقيقي: إما أن ينجح في تعويضه بلاعب بنفس الجودة، أو أن يعيد تشكيل منظومته الهجومية بأسلوب جديد. وبينما يترقب الجمهور الخطوة القادمة، يبقى وسام نموذجًا للاعب الذي ترك بصمة لا تُنسى في فترة قصيرة، وفتح الباب أمام تجربة احترافية قد تكون الأهم في مسيرته .