#مقالات رأى

شطارتنا في جودتنا

بقلم: د. هند يحيى  

 

إن إصلاح منظومة العملية التعليميةوالتكوين من القضايا الرئيسية التي تؤرق بال المسؤولين الحكوميين في شتى أنحاء العالم إيمانا منهم بأن تكوين الرأسمال البشري يعد الدعامة الأساسية لكل نهضة اقتصادية واجتماعية وتنمية مجتمعية مستدامة. وقد ترجم هذا في تبني العديد من المقاربات وتجريب الكثير من وصفات الإصلاح، قصد الوصول بالتعليم إلى أعلى المستويات وانعكاس ذلك على جودة التكوين والتأهيل للموارد البشرية لتمكينها من الاندماج في محيط عالمي يتميز بالتنافسية في جميع المجالات ومواكبة التطورات والتحولات التي  يشهدها العصر مع تنامي اقتصاديات المعرفة  وتحديات العولمة.

لذلك تسعى الكليات والمعاهد إلى الحصول على اعتماد لجنة الجودة وذلك للإرتقاء بالعملية التعليمية، ولكن ما هى الجودة وأهدافها؟في مقالنا هذا سنحاول الإجابة عن هذه الأسئلة..

بداية الجودة هى العملية التي تهدف إلى الارتقاء بالعملية التعليمية وتحقيق نقلة نوعية من خلال تطبيق حزمة من الإجراءات والأنظمة التعليمية وتوثيق للبرامج التعليمية المُختلفة، وجدير بالذكر أن هذا الارتقاء في العملية التعليمية يتكون من خلال رفع المستويات المُختلفة لدى الطلاب، سواء كانت هذه المستويات على الصعيد الجسمي أو النفسي أو حتى الاجتماعي والعقلي مما يؤدي إلى تحسين المستويات التعليمية لهؤلاء الطلاب وقدرتهم على القيام بالعمليات التعليمية المختلفة، ولا تقتصر جودة التعليم على الطلاب فقط، بل تشمل أيضاً نواحي مختلفة كالأستاذ الجامعى والمنهج الدراسي والمجتمع والبيئة المحيطة.

وتهدف لجنة اعتماد وضمان الجودة إلى نشر الوعي بثقافة الجودة، والتنسيق مع المؤسسات التعليمية بما يكفل الوصول إلى منظومة متكاملة من المعايير وقواعد مقارنات التطوير وآليات قياس الأداء استرشادًا بالمعايير الدولية بما لا يتعارض مع هوية الأمة، ودعم القدرات الذاتية للمؤسسات التعليمية للقيام بالتقويم الذاتي، أيضا توكيد الثقة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي في جودة مخرجات العملية التعليمية بما لا يتعارض مع هوية الأمة، والتقويم الشامل للمؤسسات التعليمية وبرامجها طبقاً للمعايير القياسية والمعتمدة لكل مرحلة تعليمية ولكل نوع من المؤسسات التعليمية.

ومن فوائد تطبيق الجودة بالعملية التعليمية زيادة وتطوير أداء النظام الإداري بالكلية أو المعهد، وتوزيع المسؤوليات بين الأشخاص وتحديد دور كل منهم، وزيادة الكفاءة التعليمية لجميع العاملين بالكلية أو المعهد،وتطوير مستويات الطلاب المختلفة ومن جميع النواحي سواء كانت العقلية أو النفسية أو حتى الجسدية، ومنع حدوث المشاكل من خلال اتباع الإجراءات الوقائية لهذه المشاكل، والتواصل مع الخريجين وعمل ندوات من خلالهم لنقل خبراتهم فى العمل  للطلاب، أيضا من فوائد الجودة العدالة والشفافية والمهنية والتعاون والإبداع.

وتتحقق الجودة فى التعليم من خلال تغيير المناهج والبرامج التربوية، والعناية بالموارد البشرية، والتمويل الكافي وترشيد النفقات، والاستفادة من الخبرات الأجنبية.

والله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه. ولذلك شطارتنا في جودتنا..

أستاذ الصحافة المساعد بالمعهد الدولي العالي للإعلام بالشروق

Dr.hend_yehia@hotmail.com

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *