#تحقيقات وحوارات

المخرج شريف وهبة: في الماضي كانت الدراما توجّه المجتمع وتراعي القيم.. والتأريخ ضرورة للأجيال القادمة

 

  • الدراما تدخل البيوت من أوسع أبوابها.. ولهذا يجب التدقيق وأن يتحول صانع العمل لرقيب

حوار: مريا غطاس

حول الدراما، قديمًا وحديثًا، ودورها في المجتمع، وما تقدمه من قيم وأفكار وسلوكيات، كان لنا الحوار التالي مع المخرج شريف وهبة..

  ما المبادئ والقيم التي كانت تتحكم في الأعمال الفنية قديمًا؟

كانت القيم التي تتحكم في الأعمال الدرامية هي قيم الأسرة بشكل عام، وكانت هناك رقابة تليفزيونية تراعي مجتمع الأسرة، وكانت الأعمال يتم تصنيفها بالسن وأحيانا كان يوجد مسئولون من التربية والتعليم يضعون بعض المعايير التي يتم وضعها في أعمال الدراما، لا سيَّما الموجهة للأطفال، لم تكن الدراما تعكس أحداث المجتمع بل كانت توجه المجتمع، وكان العمل ككل أيقونة يحفظها الكبار والصغار، كما كان وقت العرض مناسبًا للجميع، أتذكر أن المسلسل العربي كان يتم عرضه ٧ مساءً ولو كان هناك مسلسل آخر يتم عرضه ٩ مساءً لمراعاة عدم السهر.

  ما المبادئ والقيم التي تتحكم الآن في الأعمال الفنية؟

القيم التي تتحكم في الدراما الآن تتمثل في التعبير عن الأحداث التي تحدث في المجتمع وأصبح البطل هو الأيقونة التي تم عمل العمل لها وبها، وبسبب سرعة الأحداث من حولنا تحول العمل من رصد لفترات وحقب إلى رصد رحلة بطل بعينه، ولكن بسرعة رهيبة وبعنف في الأداء وفي الأحداث وفي إيقاع العمل، وبالتالي سيطر العنف على آليات الدراما وتحول العمل من عمل اجتماعي إلى عمل بوليسي إجرامي. بشكل عام أصبح السوق هو المتحكم ومبادئ المكسب والخسارة في العمل هي المتحكمة في آليات الدراما.

  ما الفرق بين الأعمال الفنية قديمًا والآن؟

ببساطة كانت الدراما في الماضي دراما اجتماعية تقود المجتمع، وكان البطل مجرد إنسان عادي، والآن أصبحت دراما تتسم بالعنف والحركة السريعة، البطل يجب أن يغتني بسرعة أو يكسب جولاته بسرعة مع الحرص على العنف، والعنف ليس مجرد بلطجة لكن حتى في أسلوب الكلام أو التصرفات أو حتى عنف خط سير الأحداث والمونتاج السريع العنيف.

  من وجهة نظرك كمخرج ما هي الأعمال الفنية التي تستحق الشكروالتقدير في رمضان هذا العام وتناقش قضيا مهمة؟

الحقيقة لم أشاهد الكثير من الأعمال، لكني أعتبر أن أفضل الأعمال هي التي تؤرخ للحقبة التي نعيشها مثل مسلسل “الاختيار”، وقبلها فيلم “الممر”، وحاليًا الكتيبة 101، لأن هذه الأعمال سوف تبقى للأجيال القادمة خير شاهد عن ما مرَّ ببلادنا، ومسلسل ليلة السقوط وهو مسلسل عراقي لكنه أيضًا يؤرخ للفترة التي مرت على العراق وجرائم داعش، وكذلك أعمال الفانتازيا مثل مسلسل “جت سليمة” الذي يخرجنا من الواقع المرير في رحلة فانتازيا جميلة لعصر أشبه بعصور ألف ليلة وليلة.

  برأيك ما القضايا التي يجب أن يتم تجسيدها في أعمال فنية لتعبر عن المجتمع؟

يجب أن يقود العمل الدرامي المجتمع لتغيير أفكار واتجاهات سيئة، وأذكر العام الماضي مسلسل أمل فاتن حربي الذي تناول قضية شائكة تخص المرأة في المحاكم وطريقة التعامل معها وأنه يجب تغيير القوانين، وأذكر أن هناك بعض الأفلام التي تم تقديمها وغيرت كثيرًا من القوانين القضائية.

  هل من الممكن أن يتم إعادة تصوير الأعمال الفنية القديمة مرة أخرى في وقتنا الحالي؟

طبعًا ممكن، ولكن هناك شروط لهذا فيجب أن يتم عمل رؤية جديدة واستنباط أفكار مناسبة للمجتمع حاليًا وعدم الاستسهال، فهناك مسلسلات تم تقديمها عن أفلام أو روايات تم تقديمها من قبل، ولكنها سقطت من وجهة نظري مثل مسلسلي رد قلبي والعار، فكلاهما تم تطويل الأحداث بملل ليتناسب مع طبيعة الدراما، وظلت الأفلام علامة وتم نسيان المسلسلات.

  ما الشيء الذي تتمني أن يتغير في الأعمال الفنية لكي تصبح ذات قيمة؟

سيطرة النجم والبطل على العمل، فالعمل يخص المجتمع وليس النجم، مع مراعاة الجمهور المستهدف لأن الدراما تدخل البيوت من أوسع أبوابها، ولهذا يجب التدقيق ويجب أن يتحول صانع العمل لرقيب، فالحل ليس عودة الرقابة ولكن أن لا يستبيح صانع العمل، السلوكيات التي تهدد أخلاق المجتمع.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *