#مقالات رأى

من وحى القلم.. شهر الرحمة

بقلم- د. عادل اليماني:

يُقُبِلُ رمضانُ، شهرُ الْقُرْآنِ، شهرُ الرحمةِ والمغفرةِ والعتقِ من النارِ، ويُقُبِلُ معه الخيرُ كُلُّه ..

لُطْفُ اللهِ تَعَاَلى، يتجلى فى كُلِّ زمانٍ ومكانٍ، فى كُلِّ وقتٍ وحينٍ، لاسيما فى رمضانَ، بل إنَّ رمضانَ نفسَه، لُطْفٌ من اللهِ سُبْحَانَه، على بنى الإنسانِ، ليُجددَ هَذَا الشهرُ الأغرُ إيمانَهم ، ويرحمَهم ، ويغفرَ لهم .

«إِنَّ رَبِّى لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ»

«إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ»

«وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ»

«إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيراً»

لُطْفُ اللهِ سُبْحَانَه، فى كُلِّ شىء، تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ، أو لَّا تُدْرِكُهُ ..علينا جميعاً أنْ نبدأَ رحلتَنا مع رمضانَ، بالأملِ والدُعاءِ والتوبةِ، والتغييرِ والتحولِ، نحوَ الرفقِ ولينِ الجانبِ ، نبدأُ رمضانَ بعُنوانٍ رئيسٍ، مضمونُه الكلمةُ القرآنيةُ الرائعةُ، وَلْيَتَلَطَّفْ .

وَلْيَتَلَطَّفْ ، كلمةٌ ما أرقَ معناها ! وما أعظمَ مغزاها !

وَلْيَتَلَطَّفْ، مِيزَانُ الدُنيا كُلِّها، ومِيزَانُ الْقُرْآنِ الكريمِ ، ولم يأتِ ذلكَ صدفةً، بل لغرضٍ وحكمةٍ، فالمسلمُ مأمورٌ باللُطْفِ، فى جميعِ أحوالِه وتعاملاتِه، فهو جوهرُ هَذَا الدينِ، وعنوانُه الباقى ، على مرِ الزمانِ.

عندَما تَتَلَطَّفُ، تستمتعُ بالدُنيا وما فيها، وتستشعرُ قُطُوفَ الْحِكْمَةِ، فى قيمِ الجَمَالِ والكَمَالِ ، وتعيشُ أجملَ رحلةِ إبحارٍ مع اللهِ وَرَسُولِه، صلى اللهُ عليه وسلمَ، وصَحْبِه الأَطْهارِ الأخْيارِ، وتستكشفُ أسرارَ النَفْسِ، وفلسفةَ الحَياةِ، وسحرَ الأخْلاقَ .

وعندَما تحيدُ عن التَلَطُفِ، تفقدُ جميعَ ما تقدمَ ، وزيادةً ، وتضيقُ بك الحياةُ على اتساعِها

هى الفرصةُ الأعظمُ، لعالمِ أفضلَ، تصفو فيه النفسُ، وتطمئنُ معه الروحُ .

يا شهرَ الْقُرْآنِ، مرحباً، يا شهرَ الْقُرْآنِ، طالَ غيابُك، ليتَك كُنتَ العامَ كُلَّه .

اثْبُتْ أيُّها القلمُ، فما أسعدَك، إذ تَكْتُبُ شهراً كاملاً عن رمضانَ والْقُرْآنِ، أُكْتُبْ، فاللهُ مُعينُك، اُكْتُبْ مِنْ وحيِّ الْقَلَمِ، عن بلاغةِ الْقُرْآنِ ودقتُه ورقتُه، وأخلاقِه وآدابِه .

(وَلَوْ أَنَّمَا فِى الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)مِنْ وحيِّ الْقَلَمِ، رقائقُ إيمانيةٌ، تصفو معها النفسُ، وترتاحُ إليها الروحُ .

تعظيماً وتقديراً ، لرمضانَ والصيامِ، ذُكِرا فى القرآنِ الكريمِ ، رمضانُ فى آيةٍ واحدةٍ ، من سورةِ البقرة : (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَان)

والصيامُ تصريحاً ، فى مواضعَ عدةٍ ..

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) أتعجبُ أشدَ العجبِ ، ممَنْ يأتيه رمضانُ ويذهبُ عنه، دونَ أنْ يُغْفَرَ له.

نقلًا عن جريدة الأهرام

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *