#أخبار #ثقافة وفن

بعد سلسلة من الإخفاقات المتتالية…لماذا دخلت الكوميديا المصرية غرفة الإنعاش؟

بقلم : محمد وائل

بعد محاولات عديدة فاشلة من نجوم الكوميديا و على رأسهم الفنان محمد هنيدي لاستقطاب هذا الجيل من الشباب من جديد إلى الأفلام الكوميدية التي طالما ينتظرونها في كل موسم، خاصةً و أن هذا الجيل من الشباب هو نفسه الذي كان – و هو طفل- يعشق الأفلام الكوميدية لهؤلاء النجوم مثل محمد هنيدي، أحمد حلمي، هاني رمزي ومحمد سعد.

فهذا الجيل من الشباب تربى و نشأ على أفلام محمد هنيدي مثل فيلم ” صعيدي في الجامعة الأمريكية” و ” همام في أمستردام” و ” جاءنا البيان التالي ” وغيرها من الأفلام الكوميدية وكذلك أفلام لأحمد حلمي مثل “ظروف طارق” ، ” كده رضا” و  ” عسل أسود” وكذلك أفلام لمحمد سعد مثل ” اللمبي”، “اللي بالي بالك” و “كتكوت” وأيضاً افلام  لهاني رمزي مثل ” عايز حقي”، ” جواز بقرار جمهوري” و ” غبي منه فيه”.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن أين هم هؤلاء النجوم ؟! و أين افلامهم التي نشأ عليها جيل كامل ؟!

للإجابة على ذلك السؤال يجب علينا أن نضع الأمور في سياقها و ألا نفصل واقعنا الفني عن واقعنا الاجتماعي والاقتصادي والثقافي و…إلخ؛ لأن كل تلك الدوائر مرتبطة ببعضها البعض.

فالكتابة في مجال الكوميديا تحتاج إلى ثقافة ومعرفة بصفات هذا الشعب  و تحتاج إلى اطلاق عنان الخيال، و تحتاج إلى وقت ليس بقصير مع ظروف نفسية مهيأة لذلك.

السؤال هنا من هم كبار الكتاب الذين يستطيعون صياغة موضوع فني تطرأ عليه العديد من المواقف الكوميدية التي تتناسب مع عادات وقيم الشعب وفي الوقت نفسه تصل به إلى ذروة الضحك؟

في حقيقة الأمر لا يوجد او بالأحرى قليلون و منهم من عزف عن الكتابة ومنهم من رحمه الله، كما انهم فشلوا في خلق جيل جديد من الكتاب الذين يكملوا مسيرتهم.

بالإضافة إلى العديد من الأسباب الموضوعية التي تجعل الأعمال الكوميدية  الأخيرة أعمال هزلية لا يصل مستواها إلى أن تكون أفلام الرسوم المتحركة حتى، لعل من أبرزها الآتي

– وجود العديد من القيود الفنية   والمجتمعية و…إلخ فعلى سبيل المثال لم نكن نسمع منذ عشرة سنوات عن مصطلح ” التنمر ” و لذلك اذا تفحصت العديد من الأفلام الكوميدية قبل ظهور المصطلح  لوجدت العديد من مشاهد التنمر، و بالطبع اني لا اشجع على هذا و لكن يجب علينا أن نشير أننا بحاجة إلى كاتب لديه المهارات التي تجعله لا يقع في هذا الفخ.

– عدم الاستعانة بورش الكتابة بشكل مكثف عن هذا و لعل هذا يعد احد أشكال القيود الفنية، فعلى سبيل المثال آخر الأعمال الكوميدية التي نالت إعجاب هذا الجيل كان مسلسل ” ب ١٠٠ وش” الذي تمت كتابته من خلال ورشة كتابة و كذلك مسلسل ” الصفارة “، و أرى أن في ورش الكتابة مزايا أهمها عنصري الوقت و التخصص، فكل شخص سيكون مسؤول عن شيء معين في السيناريو و هذا يجعل العمل الفني يخرج بشكل راقي و في الوقت نفسه يخرج في وقت قصير.

– عدم مواكبة الفنانين السابق ذكرهم للمتغيرات المجتمعية و الثقافية و السياسية التي طرأت على المجتمع طوال السنوات الماضية.

– الوقوع في فخ التكرار و الاستسهال و لعل أبرز الفنانين الذين وقعوا في هذا الفخ الفنان محمد سعد و الذي استغله المنتجون استغلالاً سلبياً افادهم.

– السرعة في تدوير رأس المال، وذلك  بسبب الظروف الاقتصادية التي جعلت الفنانين  يلجأوا إلى عمل بعض  الأعمال الفنية سريعة التحضير التي كان يقال عليها منذ سنوات عديدة افلام ” المقاولات” و لعل أبرز هؤلاء الفنانين محمد هنيدي و الذي أصبح ينتج لنفسه؛ حيث أن فيلم ” نبيل الجميل اخصائي تجميل ” و فيلم ” مرعي البريمو” برز فيهما عناصر فيلم ” المقاولات”:

– سيناريو غير متماسك

– افيهات مكررة سخيفة

– سرعة الانتهاء من صناعة الفيلم

و لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل الفنان محمد هنيدي وجد أن اسمه  في أي حال من الأحوال سيجني من خلاله الإيرادات فلا داعي لعمل فيلم فني يليق بجمهوره ؟

هذا بالإضافة إلى أن الشخصيات التي يجسدها في الآونة الأخيرة لا تناسب عمره، و أتذكر أن الزعيم الفنان عادل إمام قابلته تلك المشكلة أثناء مسيرته الفنية ولكنه تداركها سريعاً فقام بأعمال فنية ظهر فيها بدور أب مثل ” التجربة الدنماركية ” ،  ” عريس من جهة أمنية” و ” مرجان أحمد مرجان”

– الانسياق وراء “الترند”، و من أهم فنانين الكوميديا الذين انساقوا وراء التريندات كان الفنان أحمد حلمي و هذا ظهر من خلال أعماله الفنية الأخيرة و لجوئه للغناء بعيداً عن السينما بشكل غريب وايضاً عدم اجتهاده بشكل كافٍ في أعماله الفنية الأخيرة.

– الاستعانة بنجوم و “اليوتيوبرز” الذين يقدمون محتوى كوميدي و لكن دون توظيفهم بشكل سليم، كأن تأتي الفتاة بأدوات مستحضرات التجميل ولكن تنسى أن تستخدمها !

– صعوبة إضحاك الشعب المصري خاصة في ظل الظروف التي يعيشها هذا المجتمع،  و خاصةً أننا نتخطى ال ١٠٠ مليون نسمة أي أنه صعب أن يلتف عدد كبير حولك لذلك تجد نجوم الكوميديا الشباب مثل علي ربيع نجاحه في السعودية و دول الخليج اكبر من نجاحه في مصر.

و هناك أسباب عديده أخرى متعلقة بنجوم الكوميديا الشباب مثل علي ربيع و توتة ومصطفى خاطر  تكشف لنا لماذا الكوميديا  المصرية في غرفة الإنعاش؟

و لكن إلى متى تظل الكوميديا المصرية في تلك الغرفة ؟

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *