إعداد/  ماجد كامل

من بين كبار أساتذة الجغرافيا فى مصر خلال النصف الثاني من القرن العشرين  والذين تركوا أثرا كبيرا  فى الثقافة المصرية ، يأتي ذكر الدكتور سليمان حزين .أما عن سليمان حزين نفسه ،  فاسمه بالكامل ” سليمان أحمد سليمان بن حسن حزين ” ولد فى 24 مايو 1909  ، وتدرج فى مراحل التعليم المختلفة حيث ألتحق بكتاب القرية في  أحدى قري مركز الدلنجات محافظة البحيرة ، وانتقل مع أبيه إلي السودان حيث كان يعمل مدرسا في أحدي المدارس هناك .

عاد حزين إلي مصر عام 1921 متقدما  لامتحان شهادة الدراسة الابتدائية ، ومنها التحق بمدرسة طنطا الثانوية وهو في سن الثانية عشر . وتخرج فيها حاصلا على شهادة إتمام الثانوية ( التوجيهية ) عام 1925 ، وشهد مولد الجامعة المصرية الحكومية خريف عام 1925 ،  حيث التحق بقسم الجغرافيا ـ وكان يعرف وقتها ” قسم الجغرافيا والعلوم السياسية ” ونال شهادة الليسانس في الجغرافيا في مايو 1929 ، وفي  أكتوبر من نفس العام تمكن من الحصول علي ليسانس الفلسفة و علم الاجتماع  . أوفدته الجامعة المصرية إلى الخارج  ، ليلتحق بجامعة ليفربول ليسجل فيها رسالة الماجستير  بعنوان ” العلاقات التجارية والثقافية بين الشرقين العربي والأقصى فى العهود الإغريقية الرومانية والفارسية العربية .

ثم طلبت منه قسم الجغرافيا  بجامعة ليفربول إلقاء محاضرة ، وكان حاضرا لهذه المحاضرة رئيس قسم الجغرافيا بجامعة “مانشتستر ، الذي  أعجب كثيرا بالمحاضرة ، وطلب منه تسجيل الدكتوراة تحت إشرافه ، وأتفق معه أن يختار موضوع “مكانة مصر ما قبل التاريخ The place of Egypt in prehistory . وبالفعل تقدم الطالب النجيب سليمان حزين ليسجل رسالة الدكتوراة ، ونجح فى الحصول عليها بمرتبة الشرف الأولى ، وكان ذلك  خلال عام 1935 .

وعاد بعدها إلي مصر ، ليعين مدرسا مدرسا  بقسم الجغرافيا بعقد يجدد بكلية الآداب ، وكان ذلك خلال شهر يناير 1936 ، ونجح فى إثبات كفاءة كبيرة ، مما  دفع عميد الأدب العربي  الدكتور طه حسين (   1889- 1973  ) ، وكان يعمل عميدا لكلية الآداب  وقتها ،  فطالب بتثبيته وتعيينه مدرسا فى يونية 1938 .

ومع إنشاء جامعة الإسكندرية  ، وأوكل إليه تأسيس قسم الجغرافيا  هناك ،والسفر إلي الإسكندرية مرة كل أسبوع  ،وكان يحاضر فى أقسام الجغرافيا ، التاريخ ، الإجتماع . ونظرا لكفائته فى العمل رقي بعدها إلي درجة أستاذ عام 1947 . وإيمانا من الدكتور طه حسين بإمكانياته العلمية والثقافية . طلب منه أن يعمل مديرا عاما للثقافة بوزارة المعارف .  وعين وكيلا مساعدا للوزارة . ولقد أتيح له هذا المنصب الفرصة أن يقيم علاقات وثيقة  مع كل وزراء ومديرى التعليم بالدول العربية  كالملك فهد الذي كان يعمل وقتها وزيرا  للتعليم فى السعودية  . كما شارك فى رسم خطط السياسة الثقافية فى الكويت ، حتى أختارته الكويت فيما بعد أحد الخبراء المسئولين عن التخطيط لجامعة الكويت .

كما شارك فى المجال العربي فى مجال العمل الدولي والإقليمي فى نطاق جامعة الدول العربية ، وانتخب  ليكون رئيسا للجنة الشئون الإقليمية فى الجامعة العربية  ، واستمر الاتنخاب  متجددا لمدة  عشرين عاما ، وكان معاونا للدكتور طه حسين الذي كان يعمل مندوبا لمصر في اليونسكو عام 1951 ، وساهم بدور كبير فى تأسيس مركز سرس الليان ، وعهد  إليه بإنشاء المعهد المصري للثقافة في لندن ، وكان  ذلك خلال عام 1943 ، كما عهد  إليه بإنشاء المركز الإسلامي فى مدريد   ، ثم كلف بتأسيس جامعة أسيوط عام 1955 ،، فأحدث بها نقلة نوعية هامة .  حيث رفع شعار “جامعة بلا أسوار ”   حيث أصر على عدم إقامة أسوار تفصل الجامعة عن المحيط الاجتماعي  لمدينة أسيوط ، وظلت هذه الرؤية المميزة لجامعة أسيوط  حتى عام 1981 ، وهو العام الذي كانت فيه الجماعات الإسلامية قد بلغت قدر كبيرا من النمو ،كما أختاره الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وزيرا للثقافة خلال الفترة من ( 1 اكتوبر 1965 – 10 سبتمبر 1966 ) .

العضوية فى المؤسسات الثقافية المختلفة :

1-عضوية مجمع اللغة العربية بالقاهرة .

2-عضوية  ثم رئاسة  المجمع العلمي المصري لمدة دورتين  .

3-عضوية ثم رئاسة الجمعية الجغرافية المصرية .

4-رئيس الاتحاد الجغرافي العربي .

5-من مؤسسي مجمع البحوث  الإسلامية .

6-عضوية المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب .

الجوائز وشهادات التكريم التى حصل عليها :-

1-جائزة الدولة التقديرية  فى العلوم الإجتماعية عام 1971 .

2-نال العديد من الأوسمة والنياشين من كل من ( الأردن – العراق – فرنسا – سوريا – فرنسا ).

الكتب والمؤلفات التى قام بكتابتها :

1-حضارة مصر أرض الكنانة .

2-مستقبل الثقافة  في مصر العربية .

2-أرض العروبة –رؤية حضارية فى المكان والزمان .

3-العديد من الدراسات والمقالات المتناثرة فى الدوريات المختلفة .

تاريخ وفاته :-

ولقد توفى العالم الجليل خلال عام 1999 عن عمر يناهز  90 عاما .

بعض مراجع المقالة :-

1-صلاح حسن رشيد :- قاموس الثقافة المصرية في العصر الحديث 1798 – 2020 ، مكتبة الآداب ، 2020 ،  صفحتي 270 ، 271 .

2-نصار عبد الله :- سليمان حزين “جامعة بلا أسوار ” جريدة المصري اليوم ، 7 أكتوبر 2019 .

3-حامد عبد  الرحيم عيد :- فكر سليمان حزين ومستقبل الثقافة والتعليم ، جريدة الأهرام ،  5 أبريل 2023 .

4-محمد البرغوتي :- سليمان حزين .. والفريضة الغائبة ، جريدة الوطن ، 2 مايو 2014 .