#تحقيقات وحوارات

أعلام مصرية ..الدكتور منصور فهمي : من رواد الفلسفة وعلم الاجتماع في مصر

إعداد/ ماجد كامل

من بين الرعيل الأول لرواد الفلسفة وعلم الاجتماع  في مصر ، يأتي ذكر اسم الدكتور منصور  فهمي ( 1886- 1959 ) . أما   عن منصور فهمي نفسه فهو   فيلسوف ومفكر وعالم إجتماع .

ولد خلال عام 1886 في إحدى قري محافظة الدقهلية وتعلم في كتاب القرية ، وأتم دراسته الابتدائية في مدينة المنصورة ، ثم انتقل  إلى القاهرة ليحصل علي شهادة البكالوريا من  إحدى المدارس الفرنسية ، وكان ذلك خلال عام 1906 ليلتحق بعدها بمدرسة الحقوق . وبعد التخرج عمل بهيئة التدريس بالمدرسة ، حتي جاءته فرصة للدراسة في باريس والحصول على درجة الدكتوراة في الفلسفة  من جامعة السوربون .

وكان موضوع الرسالة هو ( أحوال المرأة في الإسلام ) ، وكان ذلك خلال عام 1913 ، ثم عاد  إلى مصر ليعمل أستاذا للفلسفة بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول ، وترقى فيها حتى وصل  إلى منصب رئيسا  للقسم ،   ثم عمل بعدها  مديرا لدار الكتب المصرية خلال الفترة من ( 1936- 1944 )  وقام بعدها بالتدريس في معهد الدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية .

وفي عام 1946 ، أصبح رئيسا لجامعة فاروق الأول ( الإسكندرية حاليا ) ،  كما عمل عضوا مؤسسا في مجمع اللغة العربية  خلال الفترة من  ( 1934- 1959 ) كما  كان عضوا فاعلا أيضا في مجمع اللغة العربية بدمشق وبغداد وطهران .  كما كان مداوما على الكتابة في الصحف والمجلات ، واستمر في الكتابة والعمل والإنتاج حتي توفي في 27 مارس 1959 عن عمر يناهز  73 عاما  .

وفي مجال تأليف الكتب فقد أنتج المؤلفات التالية :-

1-أحوال المرأة في الإسلام .

2-خطرات نفس .

3-الضعف الخلقي وأثره في حياتنا الاجتماعية .

4-كلمة في ذكري المولد النبوي

5-أوقات الفراغ وكيف نستثمرها .

6-   كيف ينبغي ان تكون العلاقات الدينية بين الأمم لتحقيق تعاون .

7-محاضرات عن مي زيادة .

وفي مجال الترجمة ديوان “هيرمان ودوروتيا ” نظمه الشاهر الألماني جوتة  Goeth ( 1749- 1832 )   ، وترجمه إلي اللغة العربية عام 1932 عن المطبعة الأميرية بالقاهرة .

والجدير بالذكر  أن الهيئة المصرية العامة للكتاب قد أصدرت الأعمال الكاملة للدكتور منصور فهمي في تلاثة أجزاء ، وقام بالتحقيق والتقديم  الدكتور حسن خضر .

وعن وصف  كتاب  ( خطرات نفس ) فهو أصلا مجموعة من المقالات التي أودع فيها خبرات الحياة ، وباكورة أيام الصبا ، وهو يتخذ من  كل خاطرة له قصة يبث فيها من قيم  الوجود الإنساني الكبري مثل ( الإيثار- التسامح – الرضا – التواضع ….. الخ ) .

ومن خلال الإطلاع علي عناوين الكتاب نجد أنه يتكون من  مجموعة  من الخواطر والتأملات تشمل  : -( ضمير قلق – مآتمنا – نظرة في الطريق  -رغيف الشفاء  -الشباب المدبر والشعرة البيضاء –  علي مسرح الإدارة – و اسع الرحمة  -ساعة عبادة .  الشكوي إلي الله – يمين رولان …… الخ ) .

ومن ضمن محتويات الكتب مقال عنوانه ” التسامح  نشر بتاريخ 19 يونية 1926 ،  حيث يقول عنه ” لو التسامح وبلسمه الشافي ، لالتهبت النفوس من كل مجادلة ، ولولاه لجرحت نفوس الناس من التشاد ، وتورمت أفئدتهم من الأحقاد ،ولولاه لتقطعت أوصال المحبين ، وتفرقت جموع المتواصلين . فهو نعمة لولاه لما ظل الخير بين الناس . والتسامح غدة روحية جعلها الله في القلوب لتفرز عصيرا طاهرا يرهمها كلما قرحت من أمور الحياة الإجتماعية وشئونها القاسية ، وإذا كان من حق الإنسان ان يربط عقيدته بما يبدو له حقا  ، وأن يميل عما يظهر له باطلا ، فمن واجبه كذلك حيال غيره أن يحترم آراء هذا الغير دون أن يلزم بالاقتاع بحقه ، أو مطاوعته في باطله ، ولا يقصر الأمر في احترام رأي الغير علي الرأي المستكن في النفس ……. كما ينبغي إلا يتخذ الإنسان وسائل العنف ، ولا يستخدم ضروب التأثر  القاهر ليحول شخصا عن آرائه وعقائده لعقيدة أخري . وقد يخيل للمرء أحيانا أن الاقتناع برأي من الآراء يحمل المقتنع به علي الدعاية له بنوع من  المغالاة . …….. ولطالما أدي التعصب  لرأي من الآراء وعدم التسامح فيما عداه إلي القطيعة بين الخلان ، وحسب الإنسان –  لكي يتسامح – أن يذكر أنه مهما بلغ من الوصول إلي الحقائق ، فأن جوهرها المطلق المطلق ليس في حيازته ، وإنما هو في حيازة الله …… ولطالما أدي تمسك أهل النفوذ برأي من الآراء وعدم التسامح فيما عداه إلي نوع من القطيعة بين الخلان .. وحسب الإنسان لكي يتسامح أن يذكر أنه مهما بلغ من الوصول إلي الحقائق ، فأن جوهرها المطلق ليس في حيازته ، وإنما هو في حيازة الله   . ….. والتسامح في درجاته قد يتشكل بصورة العفو عن بعض الزلات والذنوب وصفة التسامح التي ينسبها السادة أهل الدين والتوقي إلي الله واسع الرحمة ، أتخذها الأنبياء جميعا مما جملوا بها شمائلهم . ( للإطلاع علي المقال بالكامل :- خطرات نفس ،  الصفحات من 131- 133 ) .

وحول إنجازته خلال فترة عمله رئيسا لدار الكتب ، يذكر عنه الموقع الرسمي للهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية ،   أنه شغل المنصب خلال الفترة من ( 1936- 1944 )  ,خلال فترلة إدارته للدار خاضت دار الكتب تجربة الإشراف الإداري والفني علي مكتبات الأقاليم لمدة خمس سنوات ، وتوقف هذا الإشراف بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية  . ثم أكتفت الدار بعد ذلك بالإشراف الفني علي هذه المكتبات . ( الموقع الرسمي لدار الكتب ، صفحة 4 ) .

بعض مراجع ومصادر المقالة :-

1-آرثر جولد شميث ( الابن ) :- قاموس تراجم مصر الحديثة ، ترجمة وتحقيق عبد الوهاب بكر ، المجلس الأعلي للثقافة ، المشروع القومي للترجمة ، الطبعة الأولي ، 2003 ،  الصفحات 551 ، 552 .

2-صلاح حسن رشيد :- قاموس الثقافة المصرية  في العصر الحديث ( 1798- 2020 ) ،مكتبة الآداب ، 2020 ، صفحة 596 .

3- تحميل كتاب خطرات نفس :- موقع مكتبة نور .

4-موقع رؤساء دار الكتب :- منصور فهمي بك ،  صفحة  4 ، الموقع الرسمي للهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية علي شبكة الأنترنت .

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *