#ثقافة وفن

مسلسل “رسالة الإمام” ..بعد أكثر من 1200 عام على وفاته يظل الإمام الشافعي حاضرًا في القلوب

هنا محمد عبداللطيف

منذ الإعلان عن تقديم مسلسل جديد، يتناول حياة الإمام الشافعي وحالة من الجدل حول العمل لا تزال مستمرة علي مواقع التواصل الاجتماعي، المسلسل يتناول السنوات الأخيرة في حياة الإمام محمد بن إدريس الشافعي.

وبعد عرض الحلقات الأولى من المسلسل طالته انتقادات حادة بسبب ما قيل عن عرض معلومات “خاطئة” عن حياة الشافعي، ولكن من هو الإمام؟

هو أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ المطَّلِبي القرشيّ، ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي، ومؤسس علم أصول الفقه، وهو إمام في علم التفسير وعلم الحديث، وقد عمل قاضيًا فعُرف بالعدل والذكاء. وإضافةً إلى العلوم الدينية، كان الشافعي فصيحًا شاعرًا وراميًا ماهرًا، ورحّال ًا مسافر ًا. وأكثرَ العلماءُ من الثناء عليه، حتى قال فيه الإمام أحمد: «كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس».

وُلد الشافعيُّ بغزة عام 150 هجري ًا وانتقلت به أمُّه إلى مكة وعمره سنتان، فحفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين، وحفظ الموطأ وهو ابن عشر سنين، ثم أخذ يطلب العلم في مكة حتى أُذن له بالفتيا وهو فتى دون عشرين سنة. ثم اتجه بعد حفظه القرآن الكريم إلى حفظ أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان كلفًا بها، حريصًا على جمعها، ويستمع إلى المحدثين فيحفظ الحديث بالسمع، ثم يكتبه على الخزف أحيانا، وعلى الجلود أخرى، وكان يذهب إلى الديوان يستوعب الظهور ليكتب عليها.

يعود نسب “الشافعي” إلى أجداد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قيل عنه إنه “ابن عم النبي”، و”إمام قريش (قبيلة في مكة ينسب إليها النبي محمد) الذي ذكره النبي بقوله: عالم قريش يملأ الأرض علمًا.

هاجر الشافعي إلى المدنية المنورة طلبًا للعلم عند الإمام مالك بن أنس، ثم ارتحل إلى اليمن وعمل فيها، ثم ارتحل إلى بغداد سنة 184 هجريًا، فطلب العلم فيها عند القاضي محمد بن حسن الشيباني، وأخذ يدرس المذهب الحنفي، وبذلك اجتمع له فقه الحجاز (المذهب المالكي ) وفقه العراق (المذهب الحنفي).

عاد الشافعي إلى مكة، وأقام فيها تسع سنوات تقريبًا وأخذ يُلقي دروسه في الحرم المكي، ثم سافر إلى بغداد للمرة الثانية، فقدِمها سنة 195 هجريًا وقام بتأليف كتاب الرسالة الذي وضع به الأساس، ثم سافر إلى مصر سنة 199. وبها أعاد الشافعي تصنيف كتاب الرسالة الذي كتبه للمرة الأولى في بغداد، كما أخذ ينشر مذهبه الجديد، ويجادل مخالفيه، ويعلِّم طلابَ العلم، حتى توفي في مصر سنة 204 هجريًا.

بعد أكثر من 1200 عام على وفاته يظل الشافعي حاضرًا في قلوب المسلمين، الذين يجدون أنفسهم منساقين إلى تذكر أئمة العلم وأهل الصلاح والعبادة، ودراسة سيرتهم ومسيرتهم في تقريب الخلق إلى الحق وحفظ أصول الدين والدعوة إلى سبيل ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *