#مقالات رأى

ألف مبروك

بقلم د. عمرو المغربي

عندما تتخرج في الكلية، تبدأ الحياة الحقيقية، فبعد 16 عامًا من التعلم يبدأ الاختبار الحقيقي؛ لتثبت أنك قادر على مواجهة تحديات المستقبل، وقادر على تحدي التحدي بقوة العلم الذي درسته، وتفوقت فيه، وتجيده.

قد يكون البحث عن وظيفة صعب، بصفتك خريجًا جديدًا، وقد يستغرق البحث عن وظيفة وقتًا، فكن صبورًا وابقَ مثابرًا، وأبدأ بتقييم مهاراتك، ونقاط قوتك، واهتماماتك، ثم حدد الوظائف التي تتوافق مع أهدافك، ومؤهلاتك المهنية، وقم بإنشاء سيرة ذاتية جيدة، فهي وسيلتك للتعريف عن نفسك بطريقة مهنية، وتسويق مهاراتك وخبراتك.

وسلط الضوء على تعليمك، ودوراتك الدراسية، والتدريب الذي حصلت عليه، والمهارات التي تُجيدها، والمشاريع التي أنجزتها، والخبرات المُضافة لك.

استفد من شبكتك الشخصية والمهنية للعثور على فرص عمل، أخبر أصدقائك، وعائلتك، وأساتذتك، وشبكة الخريجين عن بحثك عن وظيفة، كن سباقًا، وكن منفتحًا على فرص التعلم، وأظهر حماسك وشغفك في المجال الذي تحبه، وأسعى إليه،  واحضر معارض التوظيف، والمعارض الخاصة بمجالك، فهي فرصة لتشاهد وتتعرف على أشهر الشركات، وأكثرها تأثيرًا في العالم، وسوف تتعرف على أحدث  التقنيات التي توصلت إليها هذه الشركات؛ لأنها تعرض مجموعة متنوعة من الحلول التقنية لخدمة عملائها، والتي يجب أن تكون على دراية بها، واحضر الفاعليات التي تُقام في هذه المعارض، وجلسات التواصل مع المحترفين في مجال اهتمامك، لأن التواصل، والتدريب، واكتساب الخبرة العملية، يمكن أن يُعزز بشكل كبير فرصك في العثور على وظيفة كخريج جديد.

وعند البحث عن فرص العمل، ابحث عن مدير جيد، وليس بالضرورة شركة جيدة، فالمدير الجيد يمكنه تدريبك، وتأهيلك، ويخبرك ما هو جيد وصحيح، فالمدير الجيد أهم من الشركة الجيدة، فتعلم من مديريك، وتعلم كيفية القيام بالأعمال، وحل المشكلات، والقدرة على اتخاذ القرار.

وعندما تتقدم لوظيفة كن واثقًا من نفسك، وكن مقنعًا عن علم، واشرح سبب كونك مناسبًا لهذة الوظيفة، كما يجب أن تكون مفيدًا في عملك، ولك تأثيرًا إيجابيًا، افهم بوضوح دورك، ومسؤولياتك، وأهدافك، وناقش التوقعات مع مديرك، واطلب التوضيح إذا لزم الأمر، واعرف ما هو متوقع منك لتركيز جهودك بشكل فعال.

طوّر مهاراتك ومعرفتك، وحسّن باستمرار مهاراتك ومعرفتك المتعلقة بعملك، ابق على اطلاع باتجاهات الصناعة، واحضر التدريب، أو ورش العمل ذات الصلة، وابحث عن فرص التعلم والنمو؛ فكلما كنت أكثر كفاءة في مجال عملك، زادت قيمتك.

بادر بالمبادرة، ولا تنتظر التعليمات، أو الإرشادات لكل مهمة، وابحث عن فرص لأخذ زمام المبادرة، وإظهار السلوك الاستباقي، وحدد المجالات التي يمكنك المُساهمة فيها، واقتراح الأفكار أو الحلول، فهذا يدل على التزامك، ويظهر أنك تحرص على نجاح الجهة التي تعمل بها.

تعاون بشكل فعال، وأقم علاقات قوية مع زملائك وأعضاء الفريق، وتعاون في المشاريع، وشارك المعرفة، وادعم الآخرين عند الحاجة، فالتعاون الفعال يعزز الإنتاجية، ويخلق بيئة عمل إيجابية.

طور مهاراتك في الاتصال الجيد، وتأكد من أنك تتواصل بوضوح ودقة شفهيًا وكتابيًا؛ لمنع سوء الفهم، واستمع للآخرين، واطلب التوضيح عند الحاجة، وقدم ملاحظات بناءة.

كن جديرًا بالثقة، وقم بتنفيذ التزاماتك، والوفاء بالمواعيد النهائية، وإكمال المهام بأفضل ما لديك، وإذا أخطأت، تحمل المسؤولية، وتعلم منها، واتخذ الإجراءات التصحيحية، فهذا يبني الثقة ويعزز سمعتك.

لا تحزن من التعليقات السلبية عن نشاطك، بل اعتبرها (Feedback) تغذية راجعة لك، وابحث عنها عند مديرك، وزملائك، وعملائك، واعتبرها فرصة لتقييم أدائك بانتظام، لتحدد مجالات التحسين في عملك، وتعلم منها لتطور مهاراتك، وقدراتك، واعتبرها فرصة للنمو والتطور.

كن منظمًا، وقم بإدارة وقتك بفعالية، واستخدم الأدوات والتقنيات التنظيمية لتحديد أولويات مهامك وإدارة وقتك بكفاءة، فيساعدك التنظيم على البقاء في صدارة عملك، وتحقيق النتائج في الوقت المناسب، وتحديد مواعيد نهائية واقعية.

تعامل مع التحديات بعقلية حل المشكلات، وحافظ على موقف إيجابي ومهني موجه نحو الحلول لتجاوز الصعوبات، وإبهار الآخرين من حولك.

تذكر أن كونك مفيدًا في عملك لا يتعلق فقط بمهارتك الفردية؛ ولكن بقدرتك على التكيف، والقدرة على العمل الجماعي، ومواءمة جهودك مع أهداف جهة عملك.

اليوم نحتفل بنجاجك، وتذكر أنه يجب أن تعمل بجد حتى تسعد طوال حياتك بنجاحك، أسعد الله أيامك، وجعلك من الناجحين الفائزين، وألف مبروك.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *