#مقالات رأى

الإعلام الجديد.. فرص ومخاطر

 

 

أ.د. سهير صالح

أوجد الإعلام الجديد منافسة شديدة نظرًا لما يتمتع به من سمات ومميزات تسهل التواصل والتفاعل والحالية وما يرفق معه من صور وفيديوهات لحظية وأتاحت مواقع التواصل والتفاعل المباشر مع جمهور المتلقين كافة صور الإعلام بدءامن تبادل الأفكار والمعلومات وحتى الصور والرسوم ومقاطع الفيديو والمحادثات الصوتية والمرئية وأكدت أن المستخدم مشارك نشط للرسالة ومرسل جيد للمضمون الإعلامي وهو ما عبرت عنه الأرقام والتي رصدت تزايد أعداد مستخدمي مواقع التواصل في مصر والذي تخطى 75 مليون مستخدم طبقًا لتقرير وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ومن ثم فرض الإعلام الرقمي اكتساحا كبيرًا، وسيادة مطلقة برسائله التى اخترقت حواجز المكان والزمان وخصائصه العديدة من التفاعلية وفتح الإعلام الجديد بابًا واسعًا لتبادل المفاهيم والأفكار ونقدها في العالم الافتراضي الموازي للمجتمع التقليدي.

وجاء الانتشار الشبكي للإعلام الجديد ليضيف له دور مهم في الأحداث السياسية والاجتماعية ولا يمر يوم إلا ونرى (الترند) الذي استحوذ على انتباه واهتمام الجميع وسعي من كل الأطراف نحوه لكسب الشهرة والمال والشعور الزائف بالاهمية و التأثير.

والسؤال الأهم هل أصبح هذا هو الإعلام الذي يوجه الرأي العام للقضايا المختلفة والمشكلات المطروحة في المجتمع أو يسلط الضوء على مجالات النقاش على الساحة الإعلامية بما يحمله من إيجابيات وسلبيات وترتيب للأولويات والقضايا التي تشغل الرأي العام وخاصة لدى الشباب والمراهقين الذين يشكلون الكتلة الأكبر في المجتمع والأكثر إقبالًا على الأدوات الحديثة وأكثر اعتمادًاعليها كمصدر للمعلومات وتصدره لاستخدامات الشباب، مما جعل العديد منهم يدمنون هذه المواقع والتطبيقات وانعكست آثاره السلبية على العلاقات الاجتماعية والتفكك في الروابط الأسرية وحلت محلها علاقات افتراضية ساهمت في تغيير المنظومة القيمية  والأخلاقية للشباب وهو ما يلفت النظر الى أهمية وضع معايير سليمة تضمن مسئولية الوسائل الاعلامية الحديثة وعدم تجاوزها المسموح به وخصوصا ما يتعلق بتدقيق المعلومات وتوثيق الوقائع وعم المساس بالحرية الشخصية للأفراد وعدم الحض على العنف أو الكراهية واتاحة النقد وهي قواعد وضوابط الحرية الإعلامية، وهو ما يدفعنا لتأكيد خطورة مثل هذه التطورات الرقمية في صناعة الإعلام ووجود منصات عديدة لا يسيطر عليها سوى ضمائر من يقدم محتوى إعلامي فيها، وينسحب ذلك على صناعة المحتوى الإعلامي الحديث حتى يتواكب مع معطيات الإعلام الجديد وكيفية التعامل معه بالشكل الصحيح من الالتزام بمعايير أخلاقية وتشريعية، وأهمية تدريب الإعلاميين والقائمين بالاتصال على المهارات اللازمة للدمج بين الإعلام التقليدي والحديث حتى يتمتع بمصداقية إضافة لعوامل الفورية والسرعة المطلوبة، وهو ما نحاول جاهدين أن ننقله لأبنائنا دارسي الإعلام لنخرج جيل من الشباب الواعي قادر على التعامل بمهنية مع الوسائل الإعلامية الحديثة، والوعي والتثقيف بكيفية ممارسة رقابة ذاتية للتحكم فى بياناتهم وتصحيحها أو حذفها وتحقيق الأمن الفكريلأنفسهم ولما يتلقونه من معلومات وأخبار.

عميد المعهد الدولي العالي للإعلام

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *