#مقالات رأى

رجال من مصر «حسن وعبدالرحيم»

بقلم: أحمد إبراهيم

ما زلنا نتحدث عن بطولات رجال من مصر صدقوا ما عاهدوا الله عليه، رجال استردوا كرامة الأمة العربية قبل استرداد الأرض المحتلة من العدو الغاصب، رجال لولاهم ما كانت رؤوسنا مرفوعة إلى عنان السماء كما قال الزعيم الشهيد أنور السادات بطل الحرب والسلام، رجال قدموا حياتهم فداء لتراب الوطن الغالى، وسوف يظل نصر أكتوبر المجيد يحتفظ بأسراره وبطولات رجاله حتى بعد مرور نصف قرن عليه.

فى السطور التالية سوف نتناول بطولات اثنين من هؤلاء العظماء ربما يكونان غير معروفين لمعظم من يقرأ المقال.«عبدالرحيم» البطل والقدوة:هو شخصية وطنية عظيمة وقامة كبيرة فى الأدب والأخلاق والتواضع، لولاه هو وأمثاله من الأبطال ما كنا نحتفل هذه الأيام بمرور 50 عاماً على عودة جزء عزيز من أرضنا الغالية،قام ببطولات عظيمة فى الحرب المجيدة رأى فيها الموت يومياً، ولكنه لم يفكر إطلاقاً فى حياته التى كان يعتبرها رخيصة أمام تحرير تراب الوطن الغالى.‏

خلال مشاركته فى إحدى العمليات القتالية رصدته مقاتلة إسرائيلية، ولكنه اختبأ فى حفرة صنعها بنفسه فى رمال سيناء وشرب ما معه من ماء حتى كاد يشرب البول من شدة الظمأ ولكن نفسه لم تطاوعه فظل عطشان حتى ظلام الليل والعودة إلى كتيبته.

إنها قصص حقيقية يعجز عن وصفها أو حتى مجرد تخيلها أعظم مؤلفى الدراما والسيناريو فى العالم. لا يحب الظهور الإعلامى ويعمل دائماً فى صمت.‏ هذا البطل بعد انتهاء الحرب وعودة الأرض التحق بجهاز المخابرات العامة وتدرّج فيه حتى أصبح وكيلاً للجهاز، كما شغل منصب الملحق العسكرى المصرى فى ليبيا وقت الحصار عليها، وقام بدور وطنى عظيم، ثم انتقل إلى الحياة المدنية، حصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة الزقازيق، ثم تولى رئاسة أكاديمية الشروق للعلوم والتكنولوجيا منذ تأسيسها قبل عشرين عاماً.‏

هذا الرجل هو الرمز والقدوة والشخصية الوطنية العظيمة المحترمة اللواء دكتور أحمد عبدالرحيم، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق وبطل من أبطال حرب أكتوبر المجيدة وأحد صُناع النصر العظيم، صاحب الأخلاق العالية والتواضع الرفيع والأدب الجم.«د. حسن» الطيار البطل: أصر على الالتحاق بالكلية الجوية عام 67 رغم ظروف النكسة والهزيمة التى كانت تجعل الكثيرين يفكرون فى الابتعاد تماماً عن سلاح الطيران فى ذلك الوقت، هو من أمهر الطيارين المصريين، وكان أحد الطيارين العظماء الخمسة الذين تم منحهم نجمة سيناء من الطبقة الأولى لأنهم كبّدوا العدو خسائر سرب من الطائرات خلال الاشتباكات الجوية، (يُمنح وسام نجمة سيناء لمن أدى بطولات استثنائية خارقة فى القتال المباشر مع العدو).

هو الطيار الوحيد الذى تم تكريمه فى جلسة مجلس الشعب التاريخية عام 74 بعد الحرب، نظراً لبطولاته العظيمة، حيث شارك فى اشتباكات جوية بعد النكسة وأثناء حرب أكتوبر 1973، واستطاع تدمير معدات العدو فى القتال المباشر جواً وبراً وبحراً، كما حصل على أعلى الأنواط والأوسمة، منها وسام الجمهورية والشجاعة وتحرير سيناء والواجب العسكرى والخدمة المميزة والقدوة الحسنة.

هذا البطل تدرّج فى سلاح الطيران المصرى حتى أصبح مديراً للكلية الجوية ومدير الأكاديمية الجوية للقوات الجوية ورئيس الأكاديمية المصرية لعلوم الطيران ورئيس المعهد القومى للتدريب على الطيران ورئيس شركة ميناء القاهرة الجوى وعمل مستشاراً لوزراء الطيران والنقل والمواصلات.

هذا البطل حصل على الماجستير فى إدارة الأعمال من جامعة «رين» الفرنسية وعلى الدكتوراه من جامعة عين شمس وبكالوريوس إدارة أعمال من جامعة المنصورة كما حصل على العديد من الدراسات العليا محلياً ودولياً فى مجال التنمية البشرية وإدارة الأعمال والتخطيط والحاسب الآلى والاتصالات، له أبحاث كثيرة عسكرية ومدنية، وهو مستشار وخبير دولى لإدارة الأعمال، وهو من مواليد 1952.

حصل على بكالوريوس الطيران والعلوم العسكرية عام 1969 من الكلية الجوية المصرية وهو فى عمر الـ17 عاماً.إنه اللواء طيار دكتور حسن محمد حسن، أحد أبطال انتصار أكتوبر المجيد، الشخصية المنضبطة الوطنية المحترمة.

بارك الله فى اللواء أحمد عبدالرحيم واللواء طيار د. حسن محمد حسن جزاء ما قدّما للوطن من تضحيات خالدة.. هؤلاء الأبطال هم القدوة والنموذج الذى يجب أن يُحتذى لشبابنا.

نقلا عن جريدة الوطن

الإثنين  9 أكتوبر 2023

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *