#مقالات رأى

الهرشة السابعة…توليفة إبداعية للعلاقات الزوجية

الدكتوره نسرين عبد العزيز

 

أطلت علينا الفنانة أمينة خليل بتلقائيتها وبأدائها المتميز ذو الكاريزما المنفردة مع بداية شهر رمضان الكريم بمسلسل ذو توليفة مختلفة ، تمس كل أسرة مصرية وكل زوج وزوجة ،  ستجد بالفعل أن هناك تشابها بشيء أو بأخر في بعض الظروف التي تعيشها البطلة “نادين” أو البطل آدم ، أو بقية شخصيات العمل.

توليفة لعلاقات زوجية متعددة ولكل علاقة طابع مختلف فيها الجيد والسيء ، فيها السعادة والحزن، فيها التحدي والاستسلام، فيها النجاح والفشل.

فهو أقرب لدراما الواقع الذي تجد بين أحداثه مشكلة تعرضت لها بالفعل ، علاقة فشلت فيها بالفعل ، علاقة أخرى تحاول الإبقاء عليها، علاقة تواجه تحديات وأزمات قد تؤدي بها إلى الانهيار أو قد تتخطاها وتتجاوزها، منها ما هو مرتبط بفكرة تأجيل الإنجاب ، وعمل المرأة ونظرة الزوج لأهمية هذا العمل فقد يدعمه في بادئ الأمر حرصا على كيان زوجته وتحقيق ذاتها ، وقد يرفض بعد ذلك عندما يشعر بالغيرة وبتأثير هذا العمل بشكل سلبي على رعاية أولاده واستقراره، حتى وإن كان هذا العمل مهم ولزوجته وتجد فيه ذاتها مثل ما حدث مع آدم ونادين، ومع شعوره بفتور العلاقة معها قد يلجأ إلى بداية علاقة جديدة مع شخصية أخرى، وهذه المشكلة متواجدة في المجتمع بشكل ما وتعاني منها العديد من الأسر.

العلاقة الثانية التي يتغلب عليها فوبيا الخوف من الزواج نظرا لفشل بعض العلاقات الزوجية في محيط العائلة والأصدقاء، ولكن يتغلب الحب ويسيرون قدما فيها، إلا ان الزوج يرهب الإنجاب حتى لا يورط نفسه في مسئوليات يخشى عدم قدرته على تحملها وهذه العلاقة يمثلها شريف وسلمى،  ثم يكتشف أن له ابنة من زوجته الأجنبية التي لم يصارح زوجته سلمى بوجودها مسبقا في حياته، ويضطر لمصارحتها بالآمر وتحدث الكثير من المفارقات في محاولة للحفاظ على علاقتهما وتقبل سلمي لوجود ابنة شريف في حياتهم والتكيف معها.

العلاقة الثالثة علاقة والدي نادين التي يشوبها  الخلاف منذ 30 عاما ولا يوجد تفاهم بينهما فيوجد انفصال منذ فترة طويلة، إلى أن تقرر الأم بعد زواج ابنتها طلب الطلاق من زوجها على الرغم أنها تحبه وبينهما عشرة لا تنسى، ولكنها اعتقدت أنها أدت مهمتها واستطاعت تحقيق الشكل الاجتماعي الأمثل لابنتها في زواجها باستقرار العلاقة بين الأب والأم ، كما أن والد نادين يتحدث دوما مع زوج ابنته عن مدى شعوره بالضغط وعدم الارتياح في علاقته الزوجية ولكنه يكمل الشكل الاجتماعي أيضا،  حيث توجد فئة غير قليلة في المجتمعات الشرقية تحكم على العروس من استقرار العائلة وعلاقة الأب والأم ، وبالتالي فقد كانت هذا العلاقة ملامسة للواقع لدى بعض العائلات بالفعل .

العلاقة الرابعة الأم التي فقدت زوجها وأخذت على عاتقها تربية ابنها ثم قابلت شخصا شعرت معه برغبة في بداية حياة زوجية أخرى تؤنس وحدتها ، فشعرت معه بأنوثتها وجمال روحها وذاتها وهي فيفي والدة آدم.

الهرشة السابعة مسلسل اجتماعي مكتوب بذكاء وحنكة ، وحبكة قوية ومبررات درامية للكاتبة المبدعة مريم نعوم ، وبه رسم دقيق لشخصيات العمل ، وآداء متميز لأبطاله أمينة خليل، محمد شاهين، حنان سليمان، عايدة رياض، علي قاسم ، وأسماء جلال، مع إخراج متميز لكريم الشناوي الذي استطاع تخريج كل الطاقات الإبداعية لديهم .

الأستاذ المساعد بقسم الإذاعة والتليفزيون

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *