#مقالات رأى

الحوار الوطني: أبرز التحديات وأهم المُكتسبات

بقلم: د. مصطفى عبدالناصر

شكلت دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في حفل إفطار الأسرة المصرية لإجراء “حوار وطني” حول مختلف القضايا؛ إحداث زخمًا في المشهد السياسي المصري، لما ينطوي عليه الحوار الوطني من آليات لدعم المسار الديمقراطي، تعمل على زيادة التماسك الداخلي للدولة المصرية.

فالحوار في جوهره، هو نقاش يُسمح فيه بتبادل الأفكار ووجهات النظر حول قضية ما أو عدة قضايا من أجل التوصل إلى قاعدة فكرية مشتركة، وحلول عملية ترتكز في تطبيقها إلى الواقع، كما أن الحوار هو، مظهر من مظاهر الديمقراطية لما يشتمل عليه من تعددية للأفكار، والآراء، وتقبل الآخر، ونشر ثقافة التسامح.

ومنذ دعوة الرئيس السيسي لإجراء حوار وطني، تمثلت الأهداف الرئيسة لهذا الحوار، في:

  • مُناقشة القضايا الوطنية الاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والاقتصادية، وغيرها من القضايا محل اهتمام المواطن والدولة المصرية.
  • تشجيع أفراد المجتمع، ومؤسسات المجتمع المدني على الإسهام والمشاركة في الحوار الوطني.
  • صياغة خطاب إسلامي وسطي قائم على سماحة الإسلام، ونشر ثقافة الاعتدال وتقبل الآخر.

والسؤال المطروح الآن، ما الفائدة المرجوة من الحوار الوطني؟

تتلخص الإجابة عن ذلك فيما نعيشه اليوم من أزمات مُتتابعة خاصة ما يتعلق بالشق الاقتصادي، وكيفية البحث عن حلول لمواجهة ذلك؟، فمنذ ديسمبر 2019م، شهد العالم تفشي فيروس كورونا، وما كادت مصر ودول العالم أجمع تتعافى من تبعات ذلك، إلا وتفاجئنا باشتعال فتيل الحرب الروسية الأوكرانية، والتي ساهمت بشكلٍ كبيرٍ في ازدياد حدة الأزمة الاقتصادية، وتقطع سلاسل الإمداد الغذائي، ومع دخول الأزمة الروسية الأوكرانية عامها الثاني شهدنا مع الأسف تردي الأحوال في السودان الشقيق تلك الدولة العزيزة على مصر والمصريين، أضف إلى ما سبق تأزم الموقف السوري، وحرب اليمن، والتدخلات الإقليمية والدولية في ليبيا.

تأسيسًا على ما سبق أصبحت مصر “دولة وشعب” تواجه تحديات غير مسبوقة ظهرت تبعاتها المباشرة على الشق الاقتصادي، من تضخم وزيادة غير مسبوقة في الأسعار ليس على مستوى مصر؛ بل في كافة دول العالم.

ونشهد الآن احتجاجات ومظاهرات عُمالية في مختلف الدول الأوروبية احتجاجًا على تردي الأوضاع الاقتصادية، فالعالم اليوم يعيش أزمة غير مسبوقة.

من هنا تتضح أهمية الحوار الوطني وما يتحمله هذا الحوار من دورٍ مهمٍ في نشر الحقائق، وإتاحة المعلومات بشفافية حول مختلف القضايا “المحلية، والإقليمية، والدولية”؛ من أجل تكوين رأي جامع شامل للدولة المصرية بمؤسساتها العريقة جنبًا إلى جنب مع مؤسسات المجتمع المدني؛ لكي تتضح الرؤية أمام المواطن المصري؛ لذلك أرى أن يركز الحوار الوطني على ثلاث قضايا جاعلاً منها ركيزة اهتماماته، وهي: “الأزمة الاقتصادية” وتخفيف تبعاتها على المواطنين، والتعليم، والصحة.

فمصر ليست دولة عادية تتحمل عبء مُشكلاتها فقط ككثير من الدول؛ ولكن مصر بقوة الجغرافيا والتاريخ تُمثل ركيزة الاستقرار وصمام الأمان لمنطقة الشرق الأوسط، أضف إلى ذلك الدور التاريخي لمصر مع الأشقاء العرب، والعمق الإفريقي؛ كل ذلك يحتم علينا أن نكون على قلب رجلًا واحدًا مقدمين شتى سُبل الدعم للرئيس، ومؤسسات الدولة؛ من أجل العبور إلى بر الأمان، حفظ الله مصر ورعاها.

مدرس الجغرافيا السياسية-جامعة عين شمس
E-mail: Mostafa.abdelnasser@art.asu.edu.eg

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *