#مقالات رأى

عصر الأخضر في مصر

بقلم : دعاء رضا محمود

 على الصعيد العالمي، اتفق صانعو السياسات البيئية على حقيقة أن أسباب التدهور البيئي مثل نقص الموارد وزيادة التلوث وفقدان التنوع البيولوجي وحدوث الكوارث الطبيعية وتغير المناخ وإستنفاذ الموارد الطبيعية أمراً مزعجاً. والقطع المفرط للأشجار، وحرق الوقود، وإطلاق أول أكسيد الكربون بسبب الأنشطة التنظيمية والبشرية متجذرة في السلوك البشري.

واستجابة لذلك، تميل العديد من القطاعات نحو ضمان أن تكون عملياتها اليومية أقل ضرراً على البيئة من خلال تطبيق أنظمة الإدارة البيئية أو المبادرات الخضراء. ومن ثم، هناك حاجة ناشئة لفهم وتشكيل سلوك العاملين لتقليل الآثار البيئية السلبية لأنشطتهم في المنظمات.

وإستجابة لهذه المخاوف، ظهر دور إدارة الموارد البشرية الخضراء في التأثير على سلوك الموظف الأخضر في مكان العمل.

فما هي إدارة الموارد البشرية الخضراء؟

إدارة الموارد البشرية الخضراء هي إدراج الوعي البيئي في عملية إدارة الموارد البشرية بأكملها من التوظيف الأخضر، والتدريب الأخضر، الاجور والمكافأت الخضراء، الإندماج الأخضر، وتطوير القوى العاملة الخضراء التي تتفهم وتقدرالقيم والممارسات والمبادرات الصديقة للبيئة. إلى جانب ذلك، ركز صانعو السياسات البيئية الذين يدعمون دور الموارد البشرية في الأداء البيئي على سلوك الموظفين الصديق للبيئة كعامل حاسم في التنفيذ الناجح للسياسات البيئية في مكان العمل.

وأصبح سلوك الموظفين الصديق للبيئة ضرورياً لجميع المؤسسات،( بغض النظرعن القطاع بما في ذلك قطاع التعليم العالي، قطاع الصحة، قطاع السياحة والفنادق… إلخ) وتحسين الوعي البيئي ومهارات الموظفين ومواقفهم إتجاه إدارة البيئة حتي يصبحوا قادرين على تحديد المشاكل البيئية واتخاذ الإجراءا ت اللازمة لتقليل الآثار البيئية السلبية في مكان العمل.

فنجد ظهور المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية.. في إطار الجهود الحالية لرئاسة واستضافة مؤتمر أطراف إتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخCOP27، والجهود الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة في سياق تنفيذ رؤية مصر 2030 من خلال الحفاظ على البيئة لتحسين نوعية الحياة ومراعاة حقوق الأجيال القادمة، وتنفيذ الإستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، يتم تنفيذ المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية بمحافظات جمهورية مصر العربية كمبادرة رائدة في مجال التنمية المستدامة والذكية والتعامل مع البعد البيئي وآثار التغيرات المناخية، وذلك من خلال وضع خريطة على مستوى المحافظات للمشروعات الخضراء الذكية وجذب الاستثمارات اللازمة لها

ونجد أيضاً خلال انعقاد قمة المناخ والتي امتدت من 5 حتى 19 فبراير إطلاق مصر لعدد من المبادرات الخضراء الصديقة للبيئة والتي وصل عددها إلى 16 مبادرة تقريبا..

1-  مبادرة “نوفي” التي شهدت تمويلات بنحو 14 مليار دولار من خلال توقيع عدة اتفاقيات على هامش فعاليات “يوم التمويل” لتوفير التمويل المناسب من عدة جهات لتحقيق استدامة الأمن الغذائي، والتحول إلى الطاقة النظيفة والمتجددة وتطوير قطاع المياه.

2- المبادرة العالمية للمخلفات 50 بحلول 2050 لأفريقيا، والتي تهدف إلى زيادة معدل تدوير المخلفات الصلبة المنتجة بإفريقيا إلى 50% بحلول 2050.

3- مبادرة الانتقال المستدام للغذاء والزراعة، وتأتي المبادرة تلبية لأهم تحديات عام 2022 وهو الأمن الغذائي.

4- مبادرة النقل المستدام مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة وSLOCAT، تركز على خيارات التنقل الحضري للعالم النامي، وقدمت مصر نموذجا عمليا للعالم في هذا الصدد خلال مؤتمر المناخ “COP27” كمؤتمر للتنفيذ، من خلال تحويل كافة وسائل النقل بمدينة شرم الشيخ للعمل بالكهرباء والغاز الطبيعي، فأصبحت شرم الشيخ مدينة خضراء تتمتع بالنقل الأخضر .

5- مبادرة دعم الموارد المائية للتكيف والمرونة (AWARE) بالتعاون مع منظمة (WMO) تركز على تحسين إدارة المياه والربط بين المياه وآثار تغير المناخ إلى جانب السياسات وإجراءات الحفاظ على المياه، في إطار تحقيق التنمية المستدامة.

6- مبادرة التنوع البيولوجي، ستركزعلى الحلول القائمة على الطبيعة (NbS).

7- مبادرة الانتقال العادل والميسر للطاقة لأفريقيا.

8- مبادرة حياة كريمة لأفريقيا.

9- مبادرة تكيف المرأة الأفريقية.

10- مبادرة حلول مناخية للحفاظ على السلام.

11- مبادرة أصدقاء تخضير الموازانات الوطنية للدول الأفريقية والنامية.

12- مبادرة دليل شرم الشيخ التمويل العادل.

13- مبادرة النقل المستدام والتنقل الحضري.

14- مبادرة إستدامة ومرونة المجتمعات الحضرية للأجيال القادمة.

15- مبادرة شراكة شرم الشيخ للحلول المستدامة القائمة على الطبيعة.

16- مبادرة تغير المناخ والغذاء.

   وبناء عليه نوصي جميع القطاعات والمنظمات بضرورة :

  • تشــجيع وتنشــيط أهميــة الممارسات الخضراء لـدى العامليــن والعمـل علـى تحسـينها بشـكل يصـل إلـى درجـة الريـادة.
  • ضـرورة قيـام متخـذي القـرار علـي تدعيـم الابتـكار الاخضر للعامليـن.
  • ضـرورة تصميـم مجموعـة مـن البرامـج التدريبيـة لكافـة العامليـن تعمـل علـى توعيتهـم بأهميـة ممارسـات الخضـراء لديهـم مـن خـلال:

– تطوير برامج تدريبية في الإدارة البيئية لزيادة الوعي البيئي والمهارات والخبرات لدى العاملين.

– تطوير برامج تدريبية متكاملة لخلق المشاركة العاطفية من جانب العاملين في إدارة البيئة.

– تطويـر برامـج تدريبيـة متكاملـة للوعـي بـإدارة المعرفـة الخضـراء لتطويـر الحلـول الوقائيـة.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *