أ.د/ سهير صالح          

في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة التي تشهدها الساحة الدولية، يبرز دور الإعلام كأداة فاعلة في تشكيل الوعي والتأثير على الرأي العام. لقد أصبح الإعلام لاعبًا رئيسيًا في الصراعات الإقليمية والدولية، حيث يمتلك القدرة على نقل الحقائق وتحريفها، وبناء الروايات وتفكيكها.

وتتجلى أهمية الإعلام بوضوح في العصر الحالي، حيث يعيش العالم تحولات سريعة ومتلاحقة على الصعيدين الإقليمي والدولي، فالصراعات تتجدد وتتطور، ومعها تتغير الأولويات والمصالح الإقليمية والدولية في هذا السياق، يلعب الإعلام دورًا حاسمًا في نقل وتفسير هذه الصراعات.

إن الصراعات الإقليمية والدولية ليست مجرد تجاذبات على خريطة السياسة العالمية، بل هي أيضًا صراعات للسيطرة على العقول والقلوب وفي هذا السياق، يبرز الإعلام كساحة معركة حيث تتقاطع المصالح وتتصادم الروايات ويهدف هذا الكتاب إلى تقديم فهم أعمق لهذه الديناميكيات، مسلطًا الضوء على كيفية استخدام الإعلام كأداة للتأثير والتغيير.

ومن هذا المنطلق، يأتي المؤتمر العلمي السابع للمعهد الدولي العالي للإعلام بأكاديمية الشروق ليسلط الضوء على هذا الدور المحوري للإعلام، مستكشفًا أبعاده وتداعياته على الصعيدين الإقليمي والدولي.

يشارك في المؤتمر عدد كبير من الباحثين بأبحاث رصينة ومتميزة تناولت موضوعات متنوعة تراوحت بين التناول الإعلامي والدرامي لأحداث الصراعات والحروب  والإعلام الرقمي وتأثيره في السياسة الدولية، وتحدياته في تقديم الأخبار بشكل موضوعي ومتوازن وصولًا إلى الحروب الإلكترونية واستخدامات التكنولوجيا الحديثة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في صنع ومعالجة الصراعات.

ويشارك في المؤتمر نخبة من الأكاديميين والمتخصصين والممارسين، الذين يثرون النقاش بآرائهم وتحليلاتهم، مقدمين رؤى عميقة حول الإعلام وتأثيره في تشكيل المشهد السياسي والاجتماعي.

يشارك في المؤتمر 41 بحثًا وورقة عمل لأساتذة وباحثين مصريين وعرب ممثلون لعدد كبير من الجامعات المصرية والعربية، حيث يُعد المؤتمر فرصة فريدة لتغطية موضوعات حيوية تتعلق بدور الإعلام في الصراعات الإقليمية والدولية. ويهدف إلى تعزيز الحوار العلمي وتبادل الخبرات بين الأكاديميين والباحثين، وتشجيع البحث العلمي في مجال الإعلام.

تشهد الدورة السابعة من المؤتمر مشاركة واسعة وتنوعًا في الموضوعات والأبحاث المقدمة، مما يعكس الأهمية المتزايدة للإعلام في تشكيل الرأي العام وتأثيره على السياسات الإقليمية والدولية. ومن المتوقع أن يخرج المؤتمر بتوصيات هامة ستسهم في دعم الباحثين والمؤسسات الإعلامية في المنطقة.

نأمل أن يكون هذا المؤتمر مصدر إلهام للباحثين والطلاب والمهتمين بعلم الإعلام، وأن يسهم في تعزيز الحوار البناء حول الدور الذي يمكن أن يلعبه الإعلام في تعزيز السلام والتفاهم بين الشعوب والأمم.