#ثقافة وفن

مدير عام مسرح العرائس: أسعى للحفاظ على تراث المسرح وتطويره وتوسيع القاعدة الجماهيرية

 

 

حوار: أحمد وليد همام

أنشئ مسرح العرائس عام 1959م، وتاريخه حافل بالجوائز والعروض المهمة وله أيادٍ بيضاء على فرق عربية كثيرة، فن العرائس فن راقي هادف ليس لمجرد الترفيه فقط، وهذا ما أكده رواد هذا الفن وكان أحدهم الأستاذ صلاح السقا، بعد رحيل صلاح السقا تولى المخرج محمد نور منصبه كمدير عام لمسرح العرائس بالقاهرة.

كيف كان لفن العرائس تأثير عليك؟

أنا مثل أي طفل مصري وجد فرصة لمشاهدة مسرح العرائس، وتعلقت بالعرائس بشكل كبير حيث إن الطفل يتعلق بالبطل الخاص به علي خشبة المسرح ويندمج معه في عالم خيالي ويتفاعل معه، كان والدي أحد أسباب حبي لمسرح العرائس، حيث كان أحد مؤسسي المسرح وكان لدي الفرصة في حضور الكثير من العروض المسرحية وزاد تعلقي بها.

كيف بدأت خطواتك الأولى في تواجدك داخل المسرح؟

‎في بداية الأمر لم أتخيل أن أعمل في مسرح العرائس، حيث كانت دراستي في اتجاه بعيد عن مسرح العرائس والفن، فكنت في كلية الحقوق بجامعة عين شمس، وكان في فترة دراستي ورشة لتدريب فنانين جدد لمسرح العرائس وكانت فرصة جيدة جدًا حيث كنت على دراية بهذا الفن و كان من يساندني في الاشتراك إلى هذه الورشة هو الأستاذ الكبير “صلاح السقا”، رائد فن العرائس بمصر ومن ثم بدأت في التفكير في الانضمام إلى الورشة وعندما بدأت معهم وجدوا بي استعدادات جيدة وإمكانيات تؤهلني للعمل بالمسرح، فوجدت نفسي أبتعد عن العمل الخاص بكلية الحقوق وزاد اهتمامي في مسرح العرائس، وعندما انتهيت من دراستي الجامعية التحقت بأكاديمية الفنون وبدأت في دراسة فن المسرح بشكل أكاديمي حتى أصبح على علم كامل بهذا الفن.

ماذا تعلمت من الفنان صلاح السقا؟

كان له تأثير كبير وما بدأت في تعلمي منه هو احترام هذا الفن، فهو قدَّر هذا الفن واحترمه بشكل كبير جدًا فحتى عام 1959 لم يكن يتواجد فن العرائس بشكل واضح حيث كانت هناك أشكال تراثية مثل “صندوق الدنيا، خيال الظل، الأراجوز” وعندما ظهرت مدارس لتعليم هذا الفن كان هناك رواد أخذوا الموضوع بمنتهى الجدية والإخلاص، وكان أستاذ صلاح السقا واحدًا منهم وبسبب تعاملي المستمر معه أصبحت مُشبعًا بالاحترام والحب لهذا المسرح.

من وجهة نظرك هل ترى أن دور مسرح العرائس تراجع كأحد وسائل الترفيه؟

بالطبع لا، فقبل فترة كورونا كان مسرح القاهرة للعرائس أعلى إيراد للبيت الفني للمسرح، ولكن للأسف هذا ما يعتقده البعض بسبب عدم وجود دعاية كافية لمسرح العرائس في الآونة الأخيرة، فيعتقد البعض أن المسرح لم يصبح بقوته كما كان عليه، وقد يكون نتيجة التقصير في أشكال الدعاية للمسرح، ففي فترة من الفترات عندما كانت الجرائد لها قيمة كبيرة وبالغ تأثير على الجمهور كانت هناك إعلانات عن مسرح العرائس وعلى التلفاز أيضًا كانت هناك شريحة تظهر في تمام الساعة الخامسة مساء تقول “أين تذهب هذا المساء” فتخبرك عن كل المسارح والسينمات والعروض المتاحة ومع اختفاء هذه الوسائل الدعائية قل الترويج عن المسرح، ولكن دور المسرح حاضر بشكل أساسي سواء من خلال الدعاية المقدمة خلال صفحات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بنا أو من الجمهور الداعم والمستمر معنا منذ سنوات ورغبة هذا الجمهور في إحضار أولاده والاستمتاع مع العائلة بما كان يشاهده وهو صغير واستعادة ذكرياته.

كانت برامج العرائس على التليفزيون موضع اهتمام لدى المشاهدين، في رأيك لماذا اختفت في الفترة الأخيرة؟

بالفعل ففي فترة من الفترات كان يعرض خمسة مسلسلات على الأقل في السنة، وكانت بعض المسلسلات تعرض سنويًا خاصة في شهر رمضان وأخرى تعرض في حلقات أسبوعية مثل “ظاظا وجرجير” استمر عرضه لمدة خمس سنوات، ولكن ما يحكم قلة أو اختفاء هذه البرامج هي ظروف إنتاجية وأن الاتجاه العام خاصة بعد فترة الثورة انحاز أكثر إلى البحث عن المكسب فإن المسلسلات وبرامج الأطفال تحقق نتائج كبيرة من الناحية الفنية والثقافية ولكن لا تحقق العائد المادي لإنتاج مثل هذه المسلسلات والبرامج.

بعد توليك منصب مدير عام مسرح العرائس، ما هي بصمتك التي وضعتها؟

لا أستطيع أن أقول إنني أضفت بصمة جديدة بقدر محاولتي الحفاظ على تاریخ رواد مسرح العرائس والاستمرار على نفس المسيرة والنهج الذي قدموه وأن أحاول تطوير هذا الفن العريق وحماية وتوسیع القاعدة الجماهيرية لمسرح العرائس والحفاظ على التراث المسرحي من خلال وضع توازن بين هذا التراث وهو القيمة الكبيرة وأن يكون مناسبًا ومواكبًا للعصر الحالي.

كيف كان نشاط المسرح أثناء فترة كورونا؟

‎تعاملنا بحرص شديد للحفاظ على سلامة الجمهور حيث قمنا بالتنسيق مع وزارة الثقافة بإنشاء قناة خاصة على “اليوتيوب” تقدم بها العروض التي كانت تصور داخل المسرح وتعرض على القناة، وبسبب اهتمامنا بروح العروض المباشرة قمنا بتقديم عروض في أماكن مفتوحة وبشكل تقدم فيه كل الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي وكانت تجربة موفقة وكان ظاهرًا على الجمهور فمن كان خائفًا من النزول في مثل هذه الأجواء شعر بالأمن والاطمئنان عن طريق ما شاهده من الإجراءات التي اتخذها المسرح.

في رأيك ما الذي نحتاجه لجعل الجمهور يهتم بشكل أكبر بمسرح العرائس؟

إن جودة العرض المقدم هو العنصر الأساسي في جذب الجمهور لمسرح العرائس فمن خلال جودة العرض يزيد حب الناس للمسرح، ومن هنا يزداد عدد الجمهور فمن شاهد العرض واستمتع به ينصح العائلة والأصدقاء بالذهاب، يكون الجمهور نفسه مصدر الدعاية الخاص بك وهو أفضل نوع دعاية يمكن أن تجده.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *