أعلام مصرية ..علي باشا إبراهيم..من أوائل الجراحين المصريين وأول عميد مصري لكلية الطب

إعداد / ماجد كامل
يعتبر الطبيب والجراح المصري علي باشا إبراهيم ( 1880- 1947 ) من أوائل الجراحين المصريين ، وأول عميد مصري لكلية الطب ، أما عن علي إبراهيم نفسه ، فاسمه بالكامل ” علي إبراهيم عطا ” ولد في الإسكندرية في 10 اكتوبر 1880 ، ولظروف عائلية خاصة اضطرت الأم أن تعمل قابلة تحت ضغط الحاجة ، وكان هاجسها الأكبر هو كيف توفر لأبنها أحسن فرصة تعليم حتي لا يتعرض لما تعرضت هى له من ظروف الفقر ؟ ، ولم يخيب الطفل علي أمالها ، فلقد كان طالبا متفوقا نال إعجاب جميع مدرسيه بمدرسة رأس التين وحصد جوائز تفوق عديدة ، وكان ترتيبه الأول علي مدرسته في الشهادة الابتدائية التي حصل عليها عام 1892 ، ثم نزح بعدها إلي القاهرة والتحق بالقسم الداخلى في مدرسة الخديوية بدرب الجماميز ، ليستكمل دراسته الثانوية وينال شهادة البكالوريا بتفوق عام 1897 م ،ويلتحق بمدرسة الطب بالقصر العيني ويتخرج منها عام 1901 .
وكان الطالب المتفوق يحصل على منحة دراسية قدرها ثلاثة جنيهات شهريا ، وكان علي إبراهيم كنوع من الوفاء لأمه يرسل الثلاثة جنيهات إليها في الإسكندرية ، أما هو فكان يتعيش على ما يكسبه من قراءة القرآن علي المقابر أيام الجمع .
ولقد كان علي إبراهيم طالبا متفوقا ، فلم يكتفي بالمناهج الدراسية التي كان يتحصل عليها ، بل كان يحرص علي تزويد معرفته ،فأقبل على قراءة المجلات العلمية الطبية المتخصصة . وبعد التخرج ، بادر بفتح عيادة خاصة له ، ولكن مع الأسف الشديد لم تلق الإقبال المطلوب من المرضى ، فلقد كان الأهالي يثقون في الأطباء الأجانب أكثر ، فأضطر إلي إغلاقها وأتجه إلي العمل فى مصلحة الصحة ، وهناك أثبت نبوغا طبيا كبيرا ، فلقد ظهر وباء جديد في قرية بوشا بالقرب من مدينة أسيوط ، وكان ذلك خلال عام 1902 ، فأحتار الأطباء في وصفه ، فسافر علي إبراهيم إلي هناك ، ونجح في تشخيص المرض حيث كان ” الكوليرا الأسيوية ” .
وتعددت إنجازات علي إبراهيم الطبية بعد ذلك ، وكانت أولي العمليات الجراحية التي قام بها عملية استئصال كلية ، وكانت عملية كبيرة فى ذلك الوقت ، ثم قام بعملية تفتيت حصوة في المثانة دون عملية جراحية كبيرة ، وكان ذلك أسلوب غير معروف كثيرا في ذلك الوقت ، وأستمر علي إبراهيم في القطر المصري ينتقل من نجاح إلي نجاح .
وجاءت النقلة الكبرى في حياته عندما مرض السلطان “حسين كامل ” ( 1853- 1917 ) وفشل الأطباء الأجانب فى علاجه ، فأشار عليه رجاله بالاستعانة بالطبيب المصري علي إبراهيم ، وبالفعل نجح في تشخيص المرض ، وأجرى له عملية جراحية ناجحة أنعم بها السلطان عليه بلقب جراح استشاري الحضرة العلية السلطانية .
ثم انتخب بعدها عضوا بمجلس النواب ، واختير عميدا لكلية الطب فى مصر عام 1929 ليكون بذلك أول عميد مصري لكلية طب القصر العيني ، ومن ضمن إنجازاته خلال فترة عمادته ، أنه فتح الباب أمام الفتيات المصريات لدراسة الطب لأول مرة . وفى يناير 1930 ألف الجمعية الطبية المصرية عقب اجتماع دعا إلي عقده مع زملاءه ، وأصدروا بعدها ” المجلة الطبية المصرية ” .
وفى 28 يونيو 1940 ، عين علي باشا إبراهيم وزيرا للصحة في عهد وزارة حسن صبري باشا ( 1879- 1940 ) ، وفى سبتمبر 1941 ، عين مديرا لجامعة فؤاد الأول . وقام بعدها بتأسيس نقابة أطباء مصر ، أسس خلال فترة نقابته مستشفى الجمعية الخيرية بالعجوزة .
وفي أوائل عام 1946 ، بدأت صحة علي إبراهيم في الضعف ، فبدأ يقلل من نشاطه تدريجيا ، والتزم بالإقامة في المنزل ، وفى مساء يوم الثلاثاء الموافق 28 يناير 1947 فارقت روحه الحياة . وفي اليوم التالي أقيمت له جنازة رسمية وشعبية ، وقام الأمام الأكبر الشيخ مصطفى عبد الرازق ( 1885- 1947 ) بالصلاة علي جثمانه .
ولقد كتب علي باشا إبراهيم كتابين :- الكتاب الأول الثفافة العلمية وأثرها فى الصحة العامة ” ، أما الكتاب الثاني فهو ” التعليم الطبي فى مصر في العهد الحديث ” .
جوائز التكريم التي حصل عليها :-
في عام 1931 ، تم منحه لقب الباشوية ، وألقي كل من عبد العزيز البشري ( 1886- 1943 ) والدكتور نجيب محفوط باشا ( 1882- 1974 ) ، والشاعر أحمد شوقي ( 1868- 1932 ) ) ، والشاعر حافظ إبراهيم (1872- 1932 ) خطبا وأشعار تحية له ، وبعد وفاته وفى عام 1980 ، قام الرئيس الراحل أنور السادات ( 1918- 1981 ) خلال الاحتفال بيوم الطبيب الثاني ، بمنح أسمه قلادة الجمهورية ، وسلم القلادة لنجله الاكبر الدكتور حسن إبراهيم .
بعض مصادر ومراجع المقالة :-
1-حبيبة فرج :- معلومات عن علي ياشا إبراهيم مؤسس نقابة الأطباء …. أول عميد ل”طب القصر العيني ” ، جريدة الوطن ، الخميس 5 أكتوبر 2023 .
2- شارع علي إبراهيم :- موقع حكاية شارع ، الجهاز القومي للتنسيق الحضاري .
3-بعض المواقع المتفرقة على شبكة الإنترنت .