#تعليم

القاهرة بريشة أكاديمية الشروق التي أسسها محمد فريد خميس

وإنت سائق سيارتك على المحور في اتجاه الجيزة، ربما تندهش من حجم وجمال الجداريات التي تتصدر واجهات المساكن.

جداريات تجسد فنونا فرعونية وشرقية، وإفريقية رائعة، وفخمة، ومثيرة..

للدهشة هذه الجداريات عمرها سنة تقريبا، وتخفي خلفها بيوتا قديمة التفت حول القاهرة، وكادت تخنقها.. لكنها لم تعد كذلك الآن، بل تحولت الي مشاهد جاذبه للعيون والأنظار وتستحق التأمل في قوة العمل الفني وتأثيره..

وفي مواقع أخري من العاصمة ينتشر فريق باليته الذي يقدم جداريات مستوحاة من الفنون الفرعونية والإفريقية معا.

فريق باليته يضم ٢١ طالب وطالبه من أكاديمية الشروق التي أنشأها محمد فريد خميس قبل خمسة عشرين عاما على الأقل. وكانت المؤسسة التعليمية الوحيدة في مدينة الشروق.. وتحولت الي دارا للإشعاع الثقافي والحضاري..

إبراز الهوية في مواجهة سرقة التراث.. “باليته” تلفت الأنظار في شوارع القاهرة

المبادرة بدأت برسومات مستوحاة من الحضارة المصرية القديمة لمواجهة حملات سرقة التراث المصري العروفة بـ “المركزية الإفريقية”

“باليته” مبادرة شبابية لتجميل شوارع القاهرة، جذبت الأنظار إليها في الفترة الأخيرة، وحظيت باهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وانتشرت صور جدارياتها بألوانها الجميلة على كل المنصات الاجتماعية.

حب الرسم والفنون

تقول عضو المبادرة، مريم قطب، الطالبة بالفرقة الثالثة بكلية الإعلام بأكاديمية الشروق إن الفكرة جاءت بعد أن طلبت أفكارا قابلة للتنفيذ لتأكيد الصورة البصرية للعاصمة التي تجاوز عمرها الآن ألف عام

وتقول مريم قطب، إن “هناك الكثير من الجدران المتسخة، أو التي لصق عليها مجموعة من الإعلانات بشكل عشوائي، أو تم كتابة عبارات مسيئة عليها، وهذه ستكون الجدران المستهدفة، بحيث يتم اختيار هذه الجدران وعمل تصميم لها يتناسب مع البيئة المحيطة بها، ثم نبدأ في الرسم على الجدار ليصبح في صورة أجمل وأكثر بهجة ويبرز القيمة الجمالية للمنطقة ككل”.

المناطق العشوائية أولا

وتؤكد عضو المبادرة، أن المناطق العشوائية هي هدف المبادرة الأول، حيث من حق جميع البشر أن ينعموا بالجمال من حولهم، وعادة ما تفتقد المناطق العشوائية لعناصر الجمال، الذي تغيب قيمته وسط الزحام والبيوت المتلاصقة، مما يؤثر على نفسية ساكني هذه المناطق بالسلب.

وتقول مريم قطب، إن شباب المبادرة بدأوا في تلوين ورسم جدران الأماكن والأحياء التي طالتها جهود التجديد من قبل الحكومة ضمن خطة تطوير ورفع كفاءة بعض المناطق العشوائية الخطرة.

أما عن سبب اختيار رسومات تعبر عن الهوية المصرية، فقالت قطب، إن المبادرة بدأت برسومات مستوحاة من الحضارة المصرية القديمة لمواجهة حملات سرقة التراث المصري المعروفة بـ “المركزية الإفريقية”، لكن ذلك لا يعني أن جميع المشاريع القادمة للمبادرة ستركز على هذا الأمر، لكنها جميعا ستكون في إطار الهوية المصرية ككل.

تجميل محيط عمرو بن العاص

وعن المشروع القادم، قالت مريم قطب للعربية نت، إن المبادرة ستقوم بالرسم على جدار مواجه لمسجد عمرو بن العاص في منطقة مصر القديمة بعد عملية تجديده، وسيتم رسم زخارف إسلامية مناسبة لمنطقة المسجد العريق.

وأكدت قطب، أنه بعد نجاح مبادرتها وزملائها، تلقوا طلبات عبر صفحتهم الرسمية على فيسبوك، للقيام بالرسم على الجدران في عدد من المحافظات الأخرى خارج القاهرة.

أما عن أبرز التحديات التي تواجه المبادرة الشبابية، فهي الحصول على التصاريح الرسمية من الجهات الحكومية المختلفة، للسماح لشباب المبادرة بالعمل على جدران عدد من الأحياء المختلفة، فيما لا تشكل التجمعات البشرية أي عبء على أصحاب المبادرة، بحسب الطالبة.

حيث يتجمع المارة وأهالي المناطق حول شباب المبادرة بدافع الفضول ومشاهدة عملية الرسم، وسط تشجعهم لهذا العمل ومشاركة البعض.

وتأمل عضو المبادرة، مريم قطب، أن تنجح جهود المبادرة في وضع بصمة جميلة على جميع شوارع مصر، وأن تكون جدارياتهم مزارات متميزة للسائحين والتصوير بجانبها، تماما كما في بعض المدن الأوروبية.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *