كتب- محمد منصور:

في تطور لافت للنظر، ألقت الدكتورة هبة شاهين، عميد كلية الإعلام بجامعة عين شمس، الضوء على الدور الحيوي الذي يلعبه الإعلام في تشكيل الوعي الجماهيري وانعكاسه للواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي للمجتمعات.

أكدت الدكتورة هبه شاهين، على أهمية الإعلام كقوة مؤثرة تعكس الصورة الحقيقية للمجتمع، مشيرة إلى أن الإعلام يجب أن يكون مرآة صادقة تعكس الإيجابيات والسلبيات على حد سواء. وأضافت أن الإعلام ينبغي أن يتعامل مع القضايا الحيوية بموضوعية، مستشهدة بالقضية الفلسطينية كمثال على القضايا العربية الرئيسية التي تتطلب تغطية إعلامية متوازنة وعادلة.

وتطرقت إلى الصراع الروسي الأوكراني، مشيرة إلى أن هناك ازدواجية في المعايير عندما يتعلق الأمر بالتغطية الإعلامية للصراعات من المنظور الغربي. وأشارت إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي لعبا دورًا كبيرًا في تسليط الضوء على الأحداث التي يتم تجاهلها أو التغاضي عنها من قبل الإعلام التقليدي.

وفي تعليقها على الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي، أشارت إلى أن الإعلام الرقمي والفردي التشاركي كان له تأثير كبير في تسليط الضوء على الأحداث التي يتم تجاهلها أو التغاضي عنها من قبل الإعلام التقليدي، قائلة: “لولا وسائل التواصل الاجتماعي، لما كانت الاحتجاجات في الغرب قد حظيت بالاهتمام الذي تستحقه”.

أكدت عميدة كلية الاعلام جامعة عين شمس، على أن الإعلام يجب أن يكون مسؤولًا وأن يعمل على تقديم الحقائق بشكل متوازن ومن دون تحيز، مشددة على أن الإعلام العربي يجب أن يكون أكثر وضوحًا وشفافية في تغطيته للقضايا الإقليمية والدولية.

أشارت إلى أن الإعلام الغربي يميل إلى تبني رواية معينة تخدم مصالحه، وهو ما يتطلب من الإعلام العربي العمل على تقديم رواية موضوعية تعكس الحقائق على الأرض. وأضافت أنه من الضروري أن يكون هناك توازن في التغطية الإعلامية للأحداث الجارية، وأن يتم تقديم الأخبار بطريقة تحترم الذكاء الجماهيري وتعزز من الوعي العام.

دعت إلى ضرورة تطوير الإعلام العربي وتعزيز دوره في تقديم تغطية إعلامية متوازنة ومسؤولة تساهم في تعزيز الحوار والتفاهم بين الشعوب والثقافات المختلفة.

أكدت الدكتورة هبة شاهين، على أن الإعلام الغربي يلعب دورًا محوريًا في الصراعات الدولية، وخاصة في الصراع العربي الإسرائيلي. وأشارت إلى أن الإعلام الغربي غالبًا ما يتبنى رواية تخدم مصالحه القومية، مما يؤدي إلى تشكيل رأي عام عالمي يتقبل الأفعال الإسرائيلية دون تحفظ.

أوضحت عميد إعلام عين شمس، أن الإعلام يجب أن يكون أداة للحقيقة والموضوعية، ولكن الواقع يظهر أن هناك تحديات كبيرة تواجه تحقيق هذا المثال. وأضافت أن الإعلام الدولي، كأداة من أدوات الدبلوماسية الخارجية، يميل إلى حماية الرواية القومية للدولة، مما يؤدي إلى انحياز في التغطية الإعلامية.

وتطرقت إلى الصراعات الأخرى مثل الوضع في السودان، مشيرة إلى أن التغطية الإعلامية لهذه القضايا تعكس أيضًا السياسات الدولية والمصالح القومية. وأكدت على أن الإعلام يجب أن يسعى لتقديم صورة أكثر توازنًا وعدالة للأحداث الجارية، بغض النظر عن الصراعات القائمة.

أشارت “شاهين” إلى أن الإعلام العربي يواجه تحديات مماثلة في تقديم تغطية متوازنة وموضوعية، داعية إلى ضرورة تطوير الإعلام العربي ليكون أكثر فاعلية في تقديم الحقائق وتعزيز الحوار البناء.

أكدت على أن الإعلام يجب أن يكون انعكاسًا للقوة والموضوعية، وأن السعي نحو تحقيق هذه المثل العليا هو أمر صعب، ولكنه ضروري لتحقيق تغطية إعلامية عادلة ومتوازنة تخدم جميع الأطراف بشكل متساوي.

وذلك خلال الجلسة النقاشية الاولى بعنوان “المعالجة الإعلامية للصراعات الاقليمية والدولية” برئاسة د. حسن عماد مكاوي العميد الأسبق لكلية الاعلام جامعة القاهرة الأسبق، ومقرر الجلسة د. رشا حجازي رئيس رئيس قسم العلاقات العامة والإعلان بالمعهد الدولي العالي للإعلام بأكاديمية الشروق، ويتحدث بالجلسة د. محمد شومان عميد كلية الإعلام الجامعة البريطانية، ود. هبة شاهين عميد كلية الإعلام جامعة عين شمس، د. عزة عبد العظيم استاذ الإعلام جامعة زايد بالإمارات، ود. امنه بلهون استاذ الاعلام المساعد بكلية الاتصال وعلوم الإعلام جامعة زايد بالأمارات.