الرئيسية / تقارير وحوارات / أعلام مصرية..بهاء طاهر الروائي المتفرد وصاحب “واحة الغروب”

أعلام مصرية..بهاء طاهر الروائي المتفرد وصاحب “واحة الغروب”

إعداد/ ماجد كامل

يمثل الروائي الكبير “بهاء طاهر ” أهمية كبيرة في تاريخ الثقافة والرواية المصرية .  أما عن بهاء طاهر نفسه ؛  فاسمه بالكامل ” محمد بهاء الدين عبد الله طاهر ”  ولد في 13 يناير 1935  في  إحدى مدن محافظة القاهرة  ؛ وتدرج في مراحل التعليم المختلفة حتى حصل على ليسانس الآداب قسم التاريخ عام 1956 ؛ ودبلوم الدراسات العليا في الإعلام  شعبة إذاعة وتليفزيون عام  1973 ؛ ودبلوم آخر في التاريخ الحديث في نفس  العام ؛ عمل مخرجا للدرما ومذيعا في البرنامج الثاني  حتي عام 1957 ؛ ونشر أول مجموعة قصصية له بعنوان ” الخطوبة ” عام 1972 .  ثم أتيحت له الفرصة للسفر إلي جنيف ليعمل مترجما في الأمم المتحدة منذ عام ( 1981 – 1995 ) .  ثم عاد  إلي مصر  ليعمل بالصحافة  والكتابة في  المجلات الثقافية  حتي توفي في   يوم 27   اكتوبر 2022 عن عمر يناهز   87  عاما .

وخلال حياته  حصل علي الجوائز التالية :-

1-الجائزة العالمية  للرواية العربية ( عن رواية واحة الغروب  ) عام 2008 .

2-جائزة الدولة التقديرية في  الآداب  عام 1998 .

كما أثري الكاتب الكبير المكتبة الأدبية بالعديد من روائع الأعمال الأدبية نذكر منها :-

1-الخطوبة :-   مجموعة قصصية .

2-بالأمس  حلمت بك :- مجموعة قصصية .

3- أنا الملك جئت :-  محجوعة قصصية .

4-شرق النخيل :-  رواية .

5-قالت ضحي .

6- ذهبت إلي شلال .

7- خالتي صفية والدير ( رواية تم تحويلها إلي مسلسل تلفزيوني ) .

8-الحب في المنفي (رواية ) .

9-10 مسرحيات مصرية – عرض ونقد .

10- أبناء رفاعة – الثقافة والحرية .

11-ساحر الصحراء :- ترجمة رواية  الخيمائي  للأديب البرازيلي” باولو كويلهو ” .

12-نقطة النور :- رواية .

13-واحة الغروب – رواية

14-لم أعرف أن الطواوويس تطير ( مجموعة قصصية ) .

 وفي المساحة  المتبقية من المقال سوف نحاول عرض  بعض محتويات أحدي كتبه وهو كتاب ” أبناء رفاعة ” .   وأهمية هذا الكتاب كما ذكر الكاتب في المقدمة هو رصد صعود الدولة المدنية وانحسارها ؛ ولقد رصد المؤلف الأدوار التي لعبها المثقفون لإحداث هذه النقلة التاريخية علي مدي نصف قرن من الزمان .  وفي الفصل الأول من الكتاب بعنوان “النور يأتي من طهطا ” يذكر المؤلف جهود  رفاعة رافع الطهطاوي الذي تدين له مصر بأكبر الفضل في التغيير الثقافي الذي غير وجه الحياة ؛فلقد كان الساعد الأيمن لمحمد علي في سياسة التعليم ؛فهو الذي أنشأ مدرسة الألسن العليا للترجمة والإدارة  ؛و التي صارت مدرسة الألسن فيما بعد ؛وأشترك بنفسه في ترجمة عدد من الكتب والمراجع العلمية للمدارس العليا الجديدة (الطب والتمريض والمهندسخانة والإدارة ) كما  كان رئيس تحرير لأول صحيفة مصرية تنشا في القرن التاسع عشر (الوقائع المصرية ) كما الف العديد من الكتب التي أثرت علي مجري الفكر المصري . ولعل اول خطوة في الانقلاب الفكري هو بعث مفهوم الوطن في مقابل مفهوم الأمة ؛ولقد بث الطهطاوي مفاهيم جديدة مثل الوطن والأخوة  الوطنية والحرية والمساواة  ؛ومن أقواله المأثورة في هذا المجال ” أن جميع ما يجب علي المؤمن لأخيه المؤمن يجب علي أعضاء الوطن في حقوق بعضهم علي بعض لما بينهم من أخوة الوطنية ” . وبعد الطهطاوي جاء محمد عبده ؛ وإذا كان الفضل يرجع إلي الطهطاوي في بعث الوطنية المصرية ؛فإن محمد عبد قد شارك في تكوين برنامج الحزب الوطني المصري ؛وجاءت المادة الخامسة منه “الحزب الوطني حزب سياسي مؤلف من رجال مختلفي العقيدة والمذهب وجميع النصاري واليهود ؛ وكل من يحرث أرض مصر ويشكل  لغتها منضم إليه ؛ لأنه لا ينظر إلي اختلاف المعتقدات ويعلم أن الجميع إخوان وأن حقوقهم في السياسة والشرائع متساوية ؛وهذا مسلم به عند أخص مشايخ الأزهر الذين يعضدون هذا الحزب ويعتقدون أن الشريعة الإسلامية الحقة تنهي عن البغضاء وتعتبر الناس في المعاملة سواء ” وبعد ذلك تتألق شخصية عبد الله النديم ابن النجار الذي علم نفسه بنفسه ؛والذي أشتغل بالصحافة والأدب والمسرح والعمل السياسي السري ؛ وكان عنوان الصحيفة التي أسسها هي “التنكيت والتبكيت ” وأختار لتحريرها لغة أقرب إلي العامية يشرح فيها للناس أخطار التدخل الأوربي ومعني التمثيل النيابي ؛ ومن كتاباته التي تحث علي الحرية قوله  “أن سبب تقدم الأوربيين هو إطلاق الحرية في نشر أفكارهم بين الأمم لإحياء أفكار العامة باحتكاكها بأفكار العقلاء ؛وبهذه الواسطة ربي الكتاب أبناء الأمم وهذبوهم ونقلوهم من حضيض الجهل والخمول إلي ذروة العلم والظهور .أما الشرق فقد أخطأ الطريق فخاف ملوكه من الكتاب والعقلاء فضغطوا علي أفكارهم حتي أماتوها في أذهانهم … ولو أطلقوا الحرية لأحيوا الأمم التائهة في القفار ” وبعد النديم جاء قاسم أمين ليخطو خطوة هامة وتاريخية نحو تحرير المرأة ؛فدعا إلي حق المرأة في التعليم وفي العمل ؛فهو الوسيلة الوحيدة لكي تحقق وجودها الإنساني ؛ ولكي تتمكن المرأة من العمل يجب عليها بطبيعة الحال أن تتهيأ لذلك ؛ لا بالعلم وحده بل بأسلوب الحياة واختلاطها بالرجال وارتداء الزي المناسب الذي يناسب العمل ؛لا الذي يكبل حركتها ويقيدها : أنه باختصار دعا إلي سفور المرأة . وفي خلال  بضعة سنوات قليلة تكونت أجيال تبنت أفكار الطهطاوي والنديم وقاسم أمين ؛ فظهر في العمل السياسي مصطفي كامل وسعد زغلول ؛ وأحمد شوقي في الشعر ؛وسيد درويش في الغناء والموسيقي … الخ . وأندلعت ثورة 19 ؛فخرجت المرأة إلي جانب الرجل في المظاهرات ؛ كما خطب القسيس إلي جانب الشيخ مؤكدين وحدة الوطن ضد المستعمر ؛وانتزعت مصر بعده دستور 23 الذي أكد علي حرية التعبير ؛وان التعليم إلزامي ومجاني  ؛وان جميع المواطنين سواء أمام القانون . وقد أتسع مفهوم الوطن بعد حرب فلسطين في خلال الثورة الناصرية ليصبح هو الوطن العربي بأكمله .

والجدير بالذكر أن وزير الثقافة الأسبق الدكتور  صابر عرب ؛ قام بإفتتاح قصر  ” ثقافة بهاء طاهر ” بحضور محافظ الأقصر الأسبق .؛ وكان ذلك بتاريخ 12 ديسمبر 2013  .

و تبرع الكاتب الكبير بقطعة أرض  يمتكلها للدولة  ؛ ويقدم القصر بعض الأنشطة الثقافية لأبناء الأقصر ؛ بهدف رفع الوعي ومواجهة الافكار الظلامية  . وفي تصريح خاص لجريدة الشروق ؛ صرح  أحمد صالح مدير المركز ؛  أن المركز يقدم العديد من الأنشطة الثقافية المتنوعة في مجالات الفنون التشكيلية وورش الشعر والموسيقي والغناء ؛ كما شارك المركز  في معظم المهرجانات الدولية  منها مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية  ؛ والمؤتمر الأقليمي لأدباء مصر بعنوان ” الثقافة في المواجهة والعمل علي محاربة الفكر المتطرف “

بعض مراجع ومصادر المقالة :-

1-بهاء طاهر :- المعرفة .

2-محمد راشد :-  قصر ثقافة بهاء طاهر … منارة  ثقافية حقيقية علي أرض الأقصر ؛ جريدة الشروق ؛ 13 يناير 2023 .

3-قراءة في بعض أعمال الروائي الكبير .

شاهد أيضاً

بسنت أحمد المدرس المساعد بإعلام الشروق تناقش رسالة الدكتوراه

شهدت كلية الإعلام بجامعة القاهرة يوم الخميس الماضي، مناقشة رسالة دكتوراه الباحثة بسنت أحمد، المدرس …