أعلام مصرية …الدكتور حسين فوزي..المفكر الموسوعي الملقب بالسندباد العصري
23 مايو، 2022
تقارير وحوارات, سلايدر رئيسي
87 زيارة
إعداد/ ماجد كامل
يعتبر العالم والمفكر الموسوعي الكبير الدكتور حسين فوزي ( 1900- 1988 ) واحدا من اهم المفكرين المصريين الموسوعيون الذين أثروا الفكر المصري بالعديد والعديد من روائع الكتب والمؤلفات القبمة . أما عن حسين فوزي نفسه ؛ فلقد ولد في الإسكندرية في يوم 29 يناير 1900 ؛ وتدرج في مراحل التعليم المختلفة؛ حيث حصل علي شهادة الابتدائية عام 1912 ؛ثم التوجيهية عام 1917 ؛ ثم التحق بكلية الطب حتي حصل علي بكالوروس الطب والجراحة عام 1923 ؛ وعمل طبيبا في مستشفي الرمد بمدينة طنطا ؛ وصدر قرار تعيينه بمصلحة الصحة عام 1924
؛ ثم سافر إلي فرنسا لدراسة علوم البحار من جامعة السوربون عام 1925 ؛ودبلوم الدراسات العليا من جامعة تولوز . ولقد ذكرت بعض الكتب أنه كان ضمن الرحلة العلمية للسفينة ” مباحث ” التي طافت المحيط الهندي . وفي باريس تزوج من فتاة فرنسية كانت تدرس الأدب بالسوربون
وبالرغم من دراسته العلمية المتخصصة ؛ إلا أنه كان له اهتمام خاص بالأدب ؛ حيث نشرت له مجلة السفور في الفترة التي كان يتولي تحريرها محمد ومحمود تيمور ؛ أكثر من 25 قصة ؛ وذلك خلال الفترة من ( 1919- 1924 ) .
ولقد تولي حسين فوزي خلال حياته منصب “مدير معهد علوم البحار بالإسكنرية كأول مصري عقب عودته من بعثته لدراسة علوم الأحياء المائية . كما كان أول عميد لكلية العلوم جامعة الإسكندرية عام 1942 ؛ ووصل إلي منصب مدير الجامعة عام 1945 . كما شغل منصب مدير أكاديمية الفنون في الفترة ما بين ( 1965- 1968 ) . وانتخب رئيسا للمجمع العلمي المصري عام 1968 . وهو يعتبر من أوائل من دعوا إلي إنشاء المجلس الأعلي للفنون والآداب والعلوم الإجتماعية قبل إنشائه عام1957 ؛كما كان أول من نادي بإنشاء أكاديمية الفنون في مصر .
ولقد أستمر في العمل والكتابة وتأليف الكتب وإلقاء المحاضرات والحوارات الأذاعية حتي توفي في خلال شهر أغسطس 1988 .
ولقد حصل العالم الكبير خلال حياته علي جائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 1966 ؛ وجاء عنه في تقرير المجلس الأعلي للفنون والآداب والعلوم الإجتماعية ” إنه من الشخصيات النادرة التي تؤكد المعني الكامل للإنسان المثقف في العصر الحديث . جمع إلي عقليته ودراسته العلمية المتخصصة ثقافة أديب وفنان تعمق في الآداب إلي ما هو أرفع من مستوي الاحتراف وأعمق من مستوي الهواية ” .
كما أثري العالم الكبير خلال حياته المكتبة العلمية والأدبية بالعديد والعديد من الكتب القيمة نذكر منها في حدود ما تمكنت من التوصل إليه :-
1-سندباد عصري – 1938 .
2-حديث السندباد القديم – 1942 .
3-سندباد إلي الغرب – 1950 .
4-الموسيقي السمفونية – 1950 .
5-سندباد مصري – 1961 .
6-سندباد في رحلة الحياة – 1968 .
7-بيتهوفن – 1971 .
8-سندباد في سيارة – 1973 .
9- سان جوست ملاك الإرهاق – 1975 .
10-هو صاحب فكرة تأسيس البرنامج الثاني الذي لعب دورا كبيرا في خدمة الثقافة المصرية .
ولقد كتب عنه الاستاذ لمعي المطيعي في موسوعته “هذا الرجل من مصر ” حيث قال عنه ” الدكتور حسبن فوزي جزء لا يتجزأ من مصريته التي ملكت عليه كل حركة من حركاته جعلته يحرص علي مصر …. ثقافته الغربية سيطرت علي نشاطه الفكري بأسره ؛ وظل يعتقد أن التقدم والفكر والثقافة من الغرب …. حرية الفكر والعقيدة والتعبير . وعندما سأله أحد الصحفيين “ما هو تصورك للحياة الفكرية والفنية والثقافية والفنية عام 2000 ؟ كانت أجابة الرجل ” لا أستطيع تصورها إلا بعد أن أعرف مستقبل الحرية والديمقراطية في بلادنا ومتي تشرق شمسها ( لمعي المطيعي ؛ المرجع السابق ذكره ؛ صفحتي 146 و147 ) .
ولقد آمن حسين فوزي أن مفتاح نهضة الوطن هو بناء الإنسان ؛ حيث قال في حوار صحفي له مع الكاتب الصحفي إبراهيم عبد العزيز أنه يجب أن نبني الفرد في بلادنا ونعطيه الثقة بنفسه آمنا من الخوف لأن الخائف لن يحب إلا نفسه ولن يكون همه أن يبني بلده بقدر ما يكون همه ضمان لقمة عيشه .( لمعي المطيعي ؛نفس المرجع السابق ؛ صفحة 147 ) .
والقضية الكبري التي شغلت فكر حسين فوزي هي نهضة الشعوب ؛ وكانت هي الغرض الرئيس من كل مؤلفاته حيث كتب يقول في مقدمة كتاب “تأملات في عصر الرينسانس ” فقال ” يقظة الشعوب هي التي تعنيني … يعنيني ما نقلته الحروب الصليبية من مظاهر الحضارة الإسلامية إلي الغرب؛ وما أفاده الشرق الأوسط منها . وما كسبه العرب من الروم ومن الفرس والهند ؛ وما نقلته الفتوح الإسلامية إلي صقلية ؛ وشبه جزيرة إيبريا إلي أوربا ؛ وفضل الثورة الفرنسية علي الدنيا ” .
ولقد كتب عنه نجيب محفوظ ( 1911- 2006 ) فقال ” عرفناه أول ما عرفناه من رواد القصة الحديثة زميلا لتيمور ويحيي حقي ؛ ولقد فاقت شهرته العامة تخصصاته العلمية وتركزت أفكاره حول الدعوة للعلم والصناعة واللحاق بركب الحضارة الحديثة ؛ مع عنايته خاصة بنشر الموسيقي ؛ وتعتبر كتبه في التاريخ المصري من الكتب الجامعة بين الأدب الرفيع والتاريخ الوطني ؛فهو من أكبر المؤرخين لروح الشعب المصري؛وظل طول حياته مخلصا وفيا لمبادئه ويعتبر هو والحكيم علمين في حقل واحد . عاشا متقاربين وكلاهما يعتبر من رواد التراث المصري العريق الحديث ” .
بعض مراجع ومصادر المقالة :-
1-لمعي المطيعي – هذا الرجل من مصر ؛ دار الشروق ؛الطبعة الأولي 1997 ؛ الصفحات من ( 124- 149 )
2-صلاح حسن رشيد :- قاموس الثقافة المصرية في العصر الحديث ( 1898- 2020 م ) مكتبة الآداب ؛ الطبعة الأولي 2020 ؛صفحتي 194 .
3-ناصر أحمد سنه :- حسين فوزي .. السندباد العصري والعالم البحري ؛منصة المقالة ؛ 15 يونية 2021 .