أعلام مصرية ..يوسف كمال ..الراعي الأول للفنون الجميلة في مصر
31 أكتوبر، 2021
تقارير وحوارات, سلايدر رئيسي
30 زيارة
إعداد/ ماجد كامل
يعتبر الأمير يوسف كمال ( 1882- 1969) هو الراعي الأول للفنون في مصر الحديثة ؛ فهو المؤسس الأول لمدرسة الفنون الجميلة عام 1905 ؛ وجمعية محبي الفنون الجميلة عام 1924 ؛ كما شارك في تأسيس الأكاديمية المصرية للفنون في روما .
أما عن يوسف كمال نفسه ؛ فأسمه بالكامل هو “يوسف أحمد كمال رفعت إبراهيم ” ؛ ولقد ولد في 26 مايو 1882 ؛ وتلقي تعليمه الأولي في مدرسة باب الشعرية الأولية ؛ وذهب بعدها إلي المدرسة الخديوية للفنون والصناعات ؛ وجاءته فرصة لبعثة تعليمية إلي مدينة روما حيث تخرج من ” أكاديمية الفنون الجميلة ” عام 1924 ؛ وواصل تعليمه في ” مدرسة موسولويني للفن الجديد ” حيث تخصص في فن التصوير . ثم عاد إلي مصر وأسس كلية الفنون الجميلة ؛ ثم أصبح رئيسا لقسم التصوير بها ؛ وفي عام 1948 أصبح مدير لمتحف الفن الحديث بالقاهرة .
ولقد كان منذ طفولته شغوفا باصطياد الوحوش المفترسة ؛ ومن أجل إشباع تلك الهواية سافر إلي أفريقيا الجنوبية وبعض بلاد الهند وغيرها ؛ كما أحتفظ بجلود الفرائس وبعض رؤسها المحنطة ؛ كما كان مغرما بقراءة التاريخ وجغرافية البلاد ؛ ولذلك السبب أهتم بترجمة بعض الكتب الفرنسية التي أختارها وترجمها وطبعها علي حسابه ومنها ” وثائق تاريخية وجغرافية وتجارية عن أفريقيا الشرقية ” من تأليف مسييو جيان ؛ والمجموعة الكمالية في جغرافية مصر والقارة في 13 مجلد ؛ وكتاب ” بالسفينة حول القارة الأفريقية ” و” رحلة سياحة في بلاد الهند والتبت الغربية وكشمير ” وقد صدر عام 1915. ولقد كان يوسف باشا كمال شديد الشغف بالفن ؛ فاهتم بتأسيس كلية الفنون الجميلة ؛ وقدم للمتحف الإسلامي مجموعة من الثريات ومنابر المساجد والسيوف والمشغولات الذهبية والمصاحف والدروع ؛ ولقد قدمها تباعا من أوائل القرن التاسع عشر وحتي عام 1927 ؛ مع الحرص الشديد علي تسجيل كل قطعة مع وصف تفصيلي لكل منها وذكر منشأها وتاريخ صنعها ؛ كما شارك أيضا في تاسيس الأكاديمية المصرية للفنون بروما . ولقد كان يوسف كمال من أغني أغنياء مصر ؛ فلقد بلغت أملاكه خلال عام 1937 حوالي مائة ألف جنيه ( كانت تعتبر مبلغ ضخم في ذلك الوقت ) ؛ كما قدرت أملاكه بحوالي10 مليون جنيه ؛ وكان يمتلك حوالي 17 ألف فدان تدر دخلا يقدر ب 340 ألف جنيه في العام .
كما كان شديد التقدير للعلم والعلماء ؛ فلقد أهدي مجموعة من الطيور المحنطة ورؤس الحيوانات المفترسة من صيده إلي متحف فؤاد الأول الزراعي ؛ وبعضها تم ضمه إلي متحف فؤاد الأول بالمنيل ؛ كما أهدي أيضا آلاف الكتب المصورة عن الطيور والحيوانات إلي دار الكتب المصرية وجامعة فؤاد الأول ( جامعة القاهرة حاليا ) وهي حاليا ضمن مقتنيات المكتبة المركزية بجامعة القاهرة .ولقد عين في المجلس الاعلي للفنون والآداب والعلوم الإجتماعية ؛ وكان ذلك خلال عام 1965 . وتعرض له حاليا لوحتان علي الخيش في متحف الفن الحديث بالقاهرة ؛ كما تعرض له أيضا بورتريه بأسم ” السيدة ” وصورة لمجموعة من الفتيات الصغيرات ؛ ولقد خصصت أكاديمية الفنون الجميلة جائزة لذكراه منذ عام 1965 ؛ وتذكر الكاتبة الصخحفية مي سيد أنه عرضت عليه رئاسة الجامعة المصرية خلال عام 1914 ؛ ولكنه أعتذر وأكتفي أن يكون فقط عضو مجلس إدارتها ؛ ولكن أستقال حسين رشدي من رئاسة الجامعة ؛ أختير هو رئيسا لها ؛ وفي خلال فترة رئاسته أهتم أن يرسل الطلبة النوابغ من طلابها للدراسة في الخارج علي نفقته الخاصة ؛وحين تعرضت الجامعة لضائقة مالية بسبب الحرب العالمية الاولي ؛ تبرع لها بمبلغ 2000 جنيه .
ولقد أستمر في العمل والعطاء حتي توفي في 11 ديسمبر 1969 في مدينة أستروبل بالنمسا عن عمر يناهز 87 عاما تقريبا .
بعض مراجع ومصادر المقالة :-
1-آرثر جولد شميث – قاموس تراجم مصر الحديثة ؛ ترجمة وتحقيق عبد الوهاب بكر ؛ المجلس الأعلي للثقافة ؛ المشروع القومي للترجمة ؛ الكتاب رقم 521 ؛الطبعة الأولي 2003 ؛ صفحة 576 و 577 .
2-كمال الملاخ ورشدي إسكندر :- خمسون سنة من الفن ؛دار المعارف بمصر ؛ 1962 .
2-الأمير يوسف كمال :- أمراء وأميرات الأسرة العلوية ؛ موقع الملك فاروق الأول ملك مصر .
3-مي سيد :- أغني رجل في مصر عام 1937 ؛ ما لا تعرفه عن الأمير يوسف كمال؛ بوابة أخبار اليوم ؛ 21 يونيو 2021 .
4-أحمد إبراهيم الشريف :- 100 صورة عالمية … الأمير يوسف كمال راعي الفن والفنانين في مصر ؛ موقع اليوم السابع ؛ 3 يولية 2021 .