فانوس رمضان.. قصة بدأت في المحروسة .. وتعود جذوره لقدماء المصريين
19 أبريل، 2021
تقارير وحوارات, سلايدر رئيسي
178 زيارة
تقرير:سيف محمد
ارتبط شهر رمضان الكريم بوجود فانوس رمضان، ويعتبر فانوس رمضان أحد المظاهر الشعبية الأصيلة في مصر والوطن العربي فهو واحد من المظاهر الفلكلورية التي نالت اهتمام و إعجاب الفنانين والدارسين، ويعود أصل الفانوس إلى العصور القديمة حيث كان الفانوس في بداية الإسلام يستخدم كوسيلة إنارة يهتدي بها المسلمين عند ذهابهم إلي المساجد ليلاً .
وتقول المصادر أن كلمة “وحوي ياوحوي …إياحه ” جملة مصرية قديمة تعبرعن الفرحه والسعاده وبهذه الكلمات تغنى المطرب أحمد عبد القادر، أغنيته الشهيرة التى أصبحت إحدى أشهر الأغانى الرمضانية، وعندما تسمعها تتخيل في الحال أيام الطفوله عند قدوم شهر رمضان كنا نقوم بشراء الفوانيس وننزل الي الشوارع ونلوح بها ونغني معبرين عن فرحتنا بقدوم شهر رمضان الكريم .
وهناك العديد من القصص التي تحكي عن أصل الفانوس ، ومنها قصه الخليفة الفاطمي الذي كان يخرج إلي الشوارع ليلة الرؤية ليستطلع هلال شهر رمضان وكان الأطفال يخرجون معه ليضيئوا له الطريق وكان كل طفل يحمل فانوسه وكان الأطفال يغنون بعض الأغاني تعبيراً عن سعادتهم بحلول شهر رمضان الكريم .
وذهبت قصة أخرى إلى أن أحد الخلفاء الفاطميين أراد أن يضئ شوارع القاهرة طوال ليالي رمضان فأمر كل شيوخ المساجد بتعليق فوانيس ويتم إضاءتها عن طريق شموع توضع داخل الفانوس.
وذهبت قصة ثالثة أيضًا إلى أنه خلال العصر الفاطمي لم يكن مسموحا للنساء بترك بيوتهم إلا في شهر رمضان وكان يتقدم عن كُل إمرآه غلام ويحمل فانوساً لتنبيه الرجال بوجود سيده في المكان لكي يفسحوا لها الطريق .
ويظل الفانوس رمز خاص بشهر رمضان خاصة في مصر ولقد انتقل هذا التقليد من جيل إلى جيل فأول من عرفوا فانوس رمضان هم المصريين وذلك يوم دخول المعز لدين الله الفاطمي مدينة القاهرة بعد عودته من الغرب في يوم الخامس من رمضان عام ٣٥٨ هجرية وخرج المصريون في موكب كبير واشترك فيه النساء والرجال والأطفال لأستقبال المعز لدين الله الفاطمي بالفوانيس الملونة و المزينة ،
وأصبحت الفوانيس تضئ الشوارع حتي نهاية شهر رمضان لتصبح عادة يلتزمون بها كل سنة في شهر رمضان حيث أصبح الفانوس رمزاً للفرحة و البهجة ورمزاً للتعبير عن حلول شهر رمضان وسيظل الفانوس عادة رمضانية رائعة تجلب السرور و البهجة علي الأطفال والكبار .
وقد تطورت صناعة الفوانيس علي مر العصور من حيث الشكل واللون والتركيب فأول فانوس ظهر كان علي شكل مصباح، وكانت تتم إضاءته بالشموع ثم أصبح يضاء باللمبات الصغيرة ، ويوجد أنواع كثيرة للفوانيس، فهناك فوانيس معقدة من حيث تصميمها مثل الفانوس المعروف ( بالبرلمان) وسمي بهذا الأسم لأنه يشبه الفانوس المعلق في قاعة البرلمان المصري في الثلاثينات من القرن الماضي وفانوس ( فاروق) يحمل اسم ملك مصر السابق وصُمم خصيصاً له .
وقد ظلت صناعة الفانوس تتطور عبر الزمن حتي ظهر الفانوس الكهربائي الذي يعتمد في إضاءته علي اللمبات والبطاريات بدلاً من الشموع وظهرت أشكال مختلفة وألوان مبهجة للفانوس، حتي أصبحت الصين تنافس مصر في صناعة الفوانيس، فقامت بصناعة فانوس الذي يضئ ويتكلم و يتحرك وأصبح هو الفانوس الشائع في الآونة الأخيرة بسبب ارتفاع أسعار الفانوس المصري والذي يختلف إختلافاً كبيراً عن الفانوس الصيني التقليدي المصنوع من البلاستيك ، فهو مصنوع من الصفيح والزجاج الملونن .
وفي الآونة الأخيرة بدأ الناس للعوده الي حنين الفانوس المصري القديم الذي نشؤوا علي وجوده وبدأ سوق الفوانيس المصريه يعمل من جديد متغلبا علي الفوانيس الصينيه، وقد ساعد في ذلك توقف حركه الاستيراد والتصدير في معظم دول العالم بسبب أحداث جائحة كورونا.
ولكن يظل الفانوس المصري التقليدي الأكثر تعبيراً عن البهجة والسعادة ورمزاً بحلول شهر رمضان الكريم .
برافو يااستاذ سيف مقالة فوق الرائعة